قامت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بسرية سطات، أول أمس الثلاثاء، باستخراج جثة العروس سارة من قبرها بمقبرة «بوشربية» بدوار أولاد انجيمة التابعة للنفوذ الترابي لإقليم سطات، ونقلها بواسطة سيارة إسعاف صوب مشرحة الرحمة بالدار البيضاء من أجل إخضاعها لتشريح ثلاثي. أطوار استخراج جثة الهالكة الذي أجري بحضور لجنة مختلطة متكونة من السلطة المحلية وطبيب المركز الصحي ورجال الوقاية المدنية وعناصر من الدرك الملكي بالمركز الترابي بالبروج، وفرقة التشخيص القضائي بالإضافة إلى رئيس جماعة سيدي بومهدي، جاء تنفيذا لأمر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة سطات القاضي بنبش قبر العروس سارة ذات البكارة المطاطية والتي توفيت أياما قليلة بعد حفل زفافها، وإعادة تشريحها تشريحا ثلاثيا للوصول إلى حقيقة وفاتها، خاصة بعد توصل قاضي التحقيق بتقريرين طبيين في الموضوع أولهما من الطبيب الشرعي بمستشفى الحسن الثاني بمدينة سطات، والذي يفيد بوجود تسمم بسيط بعد إخضاع الهالكة للتشريح، وتقرير طبي ثاني خاص بالمختبر الوطني للشرطة العلمية بالدار البيضاء ينفي وجود أي تسمم، وموازة مع ذلك قامت عناصر الشرطة الجنائية الولائية بسطات بتسلم زوج العروس الضحية الذي مثل أمام قاضي التحقيق في إطار جلسة التحقيق التفصيلي، ليتم إيداعه بأمر من قاضي التحقيق بالسجن الفلاحي علي مومن على ذمة الاعتقال الاحتياطي في انتظار انتهاء التحقيق. وكان قاضي التحقيق قد استمع، في نونبر الماضي، لوالد العروس التي توفيت في 13 أكتوبر 2015 بقسم العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات، كما استمع إلى صهر زوج الضحية الذي تم اعتقاله في وقت سابق بعدما قضت غرفة المشورة باستئنافية سطات، بإلغاء أمر قاضي التحقيق بتركه رفقة الزوج، موضوع الإيذاء العمدي في حق العروس في حالة سراح مع إخضاعهما للمراقبة القضائية، وإصدارها(غرفة المشورة) قرارا بإيداعهما السجن على ذمة الاعتقال الاحتياطي في انتظار استكمال التحقيق في النازلة. وكانت الفرقة الجنائية للشرطة الولائية بسطات قد استمعت في موضوع النازلة إلى والد الهالكة وجدتها وصديقتها، واللذين أجمعوا على أن العروس أشعرتهم بأنه ومنذ التحاقها ببيت زوجها وهي تتعرض للعنف الجسدي والترهيب النفسي من طرف زوجها وصهره، اللذان أصرا في جلسات استنطاق على معرفة هوية الشخص الذي افتض بكارتها، وأنها ظلت على تلك الحال إلى أن غادرت منزل زوجها، كما استمعت الضابطة القضائية إلى طبيبة بمصحة خاصة بسطات أفادت خلالها أن الهالكة حضرت رفقة زوجها لإجراء كشف من أجل التأكد من سلامة بكارتها، وأنها أخبرت الزوج أن هناك خدشا بسيطا بجانب غشاء البكارة، فيما لازالت البكارة سليمة، مضيفة أن المعنيان بالأمر كانا يمارسان على الضحية ضغطا رهيبا داخل المصحة. وعند استماع الضابطة القضائية للزوج، أفاد أنه حين هم بالدخول بعروسه اكتشف أنها ليست بكرا، ومساء اليوم الموالي قرر عرض العروس على طبيب اختصاصي في أمراض النساء والتوليد من أجل معرفة الحقيقة، فأشعرته طبيبة بمصحة خاصة أن بكارة زوجته ليست سليمة، واستمعت الضابطة القضائية إلى والد العروس الذي أشار إلى أنه بعد زفاف ابنته بثلاثة أيام توصل بمكالمة هاتفية من صهر زوج العروس يشعره فيها بأن هذه الأخيرة غادرت بيت الزوجية الى وجهة مجهولة، وبعد حين توصل بمكالمة من أحد أفراد العائلة بأن العروس تتواجد بمنزل إحدى صديقاتها بسطات، ليتم إحضار العروس إلى منزل جدتها حيث كانت حالتها متردية وحاولت العائلة تهدئة الضحية والاعتناء بها لكي تسترجع قواها ومعنوياتها، قبل أن تصاب العروس، صبيحة اليوم الموالي، بحالة غيبوبة نقلت على إثرها على وجه الاستعجال إلى المركز الاستشفائي الحسن الثاني لتلقي العلاجات الضرورية، وأدخلت قسم الإنعاش، وأمام عدم استرجاعها لوعيها، تم نقلها إلى مستشفى ابن رشد لإجراءات فحوصات طبية وأعيدت إلى قسم الإنعاش بمستشفى سطات الذي مكثت فيه إلى أن فارقت الحياة.