دخل الحسين الوردي، وزير الصحة على خط محاولة القتل، التي تعرض لها طبيب بمصلحة الأدوية بمستشفى ابن زهر «الماموينة» بمراكش، من قبل مجهول طعنه بسكين في بطنه، حيث اتصل هاتفيا بالضحية من أجل الاطمئنان على حالته الصحية والنفسية وتبليغه مدى انشغاله بالاعتداء الذي تعرض له والتعبير عن تضامنه المطلق معه. وأكد في بلاغ صادر عن وزارة الصحة توصلت «المساء» بنسخة منه أن الوزير أعطى تعليماته للمدير الجهوي، لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لمؤازرة الضحية، وتبليغ السلطات المحلية والقضائية، مع تعيين محامي للدفاع عنه، والسهر على استشفاء الصيدلاني في المستشفى الجامعي، وتوفير جميع ظروف العلاجات. وعبرت وزارة الصحة عن إدانتها الشديدة لما وصفته بالاعتداءات المتكررة والإهانات، التي تتعرض لها الأطر الصحية أطباء وممرضين وإداريين، وذلك على إثر محاولة القتل التي تعرض لها صباح يوم الاثنين الماضي الدكتور رضوان واعزيز، الصيدلاني الرئيسي بالمستشفى الجهوي ابن زهر «المامونية» بمراكش. وأكدت الوزارة أنها «لن تدخر جهدا في الدفاع عن كرامة نساء ورجال الصحة، الذين يقدمون خدمات إنسانية نبيلة، ويشتغلون، رغم قلة عددهم، في ظروف قاسية ليل نهار وعلى مدار سائر أيام الأسبوع، لضمان الخدمات الصحية للمواطنين»، مشددة على أنها «لن تتساهل مع أي شخص تسول له نفسه، ومن أي موقع كان، التطاول أو إهانة الأطر الصحية أو الاعتداء على المؤسسات الصحية بالتخريب أو الإتلاف أو النهب، وتحتفظ لنفسها بالحق في متابعة كل الجناة طبقا للقوانين الجاري بها العمل». هذا، وتفاجأ صيدلاني يعمل بمستشفى ابن زهر المعروف ب «المامونية»، خلال توجهه صوب مكتبه، بشخص يرتدي خودة سوداء «كاسك»، يباغته من الخلف بهجوم، تحول إلى طعنة قوية وجهت له على مستوى البطن بواسطة سكين حاد، ليسقط في قبو كان بالمحاذاة من مكان الحادث، متأثرا بالجرح، بينما فر الجاني إلى مكان مجهول. وأوضحت مصادر «المساء» أن الحادث الرهيب، زرع الرعب في صفوف المواطنين والأطباء، ليتم تنظيم وقفة احتجاجية وسط البهو الكبير للمستشفى المعروف بالمدينة الحمراء، شارك فيه عدد من الأطباء والموظفين، أغلبهم ينتمون للفيدرالية الديمقراطية للشغل، حيث رفعوا شعارات منددة بالاعتداء، ومطالبة بتوفير الحماية للأطر الصحية وجل العاملين بالمؤسسة الاستشفائية، بينما باشرت فرقة تابعة للشرطة القضائية تحرياتها وأبحاثها لمعرفة هوية المعتدي ودوافعه. وطبقا للمعلومات، التي حصلت عليها «المساء» فإن مصالح الشرطة القضائية استمعت للضحية، الذي جهل هوية الشخص ودوافع عمله الإجرامي، كما استمعت لبعض عناصر الأمن الخاص، قبل أن يصطدموا بغياب كاميرات المراقبة بالمؤسسة، على غرار مستشفى ابن طفيل، الذي نصبت فيه عدد من الكاميرات. هذا وكشفت مصادر «المساء» على أن المكان الذي وقعت فيه محاولة قتل الطيب، يعتبر منطقة خلاء، الأمر الذي يجعل حياة مئات الأطباء والموظفين الإداريين في خطر دائم.