تعرضت مُدرسة بإقليم تاونات، نهاية شهر دجنبر الماضي، لعملية اعتداء من قبل شاب قالت إنه اعترض سبيلها وهي في طريقها نحو المدرسة، التي تشتغل بها في ضواحي المدينة. وحكت هذه المدرسة البالغة من العمر 31 سنة، أن الشاب الذي تعرفت عليه والبالغ من العمر حوالي 26 سنة، حاصرها في الطريق وهددها بواسطة قطعة زجاجية، قبل أن يوجه لها ضربات موجعة ويرغمها على مرافقته إلى فضاء يجاور ثكنة الدرك الملكي، ليمارس عليها الجنس. وأرفقت هذه المدرسة المتزوجة والأم لطفلة، ملف محضر رجال الشرطة بشهادة طبية تؤكد أنها تعرضت لاعتداء جنسي. وقالت إن أطرافا من عائلة الشاب المعتدي حاولوا الضغط عليها من أجل إرغامها على التنازل عن شكايتها، في وقت تبذل فيه مساعي لدى جمعيات حقوقية بالجهة لمناصرتها في قضية الاعتداء الذي تعرضت له. وطبقا لرجال الأمن، فإن الشاب المتهم بتنفيذ هذا الاعتداء معروف بسوابقه العدلية، فيما تورد شهادات مدرسات وفتيات بالمنطقة، أنه سبق له أن مارس اعتداءات مشابهة على بعض الفتيات. لكن أغلب الضحايا لا يقوين على تقديم الشكايات خوفا من «العار» وسط مجتمع محافظ يرجع «العتاب» غالبا في مثل هذه القضايا للضحايا من الإناث. وبالرغم من أن المدرسة ترفض إلى حد الآن الإشارة إلى اسمها بالكامل في التقارير الصحفية التي تناولت الموضوع، فإنها تؤكد أنها لن تتراجع عن متابعة الشاب الذي ألحق بها أضرارا نفسية ومادية من الصعب أن تندمل دون ندوب. وكانت النقابات التعليمية، في وقت سابق، قد تحدثت عن «صمت وتجاهل» الجهات الأمنية والتعليمية تجاه تنامي الاعتداءات على نساء الشغيلة التعليمية، وحذرت من هذا الوضع، مطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل لحماية المدرسات والمدرسين وهم يؤدون رسالتهم التعليمية بالمناطق النائية بالإقليم. ودخل حقوقيو المدينة على خط هذا الملف. وقال فرع بليدة غفساي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إنه يتابع بقلق شديد وتيرة ارتفاع الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة بصفة عامة والمدرسات بإقليم تاونات بصفة خاصة. وتحدثت الجمعية عن تعرض مدرستين تعملان بمجوعة مدارس دوار تينزة التابع لجماعة الرتبة، خلال شهر دجنبر الماضي، لمحاولة الاغتصاب من طرف أربعة أشخاص، وذلك إلى جانب تعرض مدرسة تاونات إلى الاغتصاب وهتك عرضها في مكان عمومي وفي واضحة النهار، ومحاولة اغتصاب تلميذة بالثانوية التأهيلية الإمام الشطيبي بغفساي، حيث استطاع أحد الأشخاص التسلل إلى داخلية الإناث ليلا.