بعد موجة الاضطرابات الجوية التي شهدتها العديد من المدن المغربية، ازداد نشاط الأنفلونزا ليرتفع عدد الإصابات بهذا الداء، حسب آخر الإحصائيات الخاصة بالسلطات الصحية العمومية، إلى ألفين و982 شخصا، أي أن الفيروس أصاب منذ تحوله إلى وباء في المغرب حوالي 0.01 في المائة من المغاربة، فيما تجاوز عدد الوفيات المسجلة إلى غاية يوم أمس 59 حالة. واستفاد أزيد من نصف مليون مغربي من اللقاح ضد فيروس إيه «إتش1.إن وان»، منهم 265 ألف مصاب بأمراض السكري والأمراض التنفسية والحساسية وأمراض القلب، و16 ألفا و470 امرأة حبلى. وبعد تزايد عدد الحالات المرضية التي ظهرت لدى مغاربة تلقوا التلقيح ضد الأنفلونزا، أكدت وزارة الصحة، أول أمس، في بلاغ لها، عدم وجود أي علاقة بين حالات وفاة وحالة شلل ببعض مناطق المملكة والتلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، مضيفة أن النتائج النهائية للتحريات الطبية حول الحالات التي أشارت إليها بعض الصحف وربطتها بالتلقيح، منها حالتا الوفاة بغفساي وحالة الشلل في مديونة وحالة الوفاة بالمركب السجني بابن سليمان وحالتا وفاة لإمرأتين حبليين، كشفت عدم وجود أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة بين الحالات المذكورة والتلقيح ضد الأنفلونزا، مضيفة أن هذا التلقيح خضع لما أسمته «إجراءات المراقبة الضرورية». وأبدت الوزارة استعدادها لعرض الملفات الطبية التي تخص هذه الحالات ليطلع عليها الأطباء والهيئات المخول لها ذلك. وعلق مصدر طبي ل«المساء» أن رد الوزارة لن يغير نظرة المغاربة المتوجسة من اللقاح وهو ما يعكس ضعف الإقبال على التلقيح في عدد من المدن، مشيرا إلى أن التقارير الطبية العالمية تتوقع ظهور رد فعل عكسي خطير لدى فرد واحد من بين كل مليون فرد تم تلقيحهم، وهذه النسبة مماثلة للبيانات الواردة من منظمة الصحة العالمية. وتابع نفس المصدر أن موجة العدوى الحالية ستتحسن مع بداية شهر فبراير القادم، دون أن يستبعد وقوع تغييرات أخرى بعدها. ويشرف مركز محاربة التسممات واليقظة الدوائية على وضع نظام لرصد الأعراض الجانبية المحتملة للقاح، وأفاد تقرير المركز بأن «حالات اعتيادية للآثار الجانبية المصاحبة لعملية التلقيح، تختفي في غضون 24 إلى 48 ساعة»، وسيرسل المركز تقاريره حول الأعراض الجانبية المصاحبة للقاح إلى منظمة الصحة العالمية. وأعلنت الوكالة الفرنسية للأمن الصحي للمنتجات الطبية أنه تم تسجيل 2600 حالة أصيبت بأعراض جانبية، عقب تطعيم نحو 5 ملايين شخص في فرنسا ضد فيروس أنفلونزا الخنازير. وأشارت الوكالة في بيان لها إلى أن الأعراض الجانبية التي أصيب بها الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد أنفلونزا الخنازير شملت إصابة بنوبة صرع لدى أشخاص لديهم تاريخ مرضي، ومشاكل في التنفس لدى شخص يعاني أصلا من السمنة، وحالتي ضيق في التنفس لدى أطفال وتشنجات لدى صبي يبلغ من العمر 15 عاماً، فضلا عن شعور البعض بآلام أو التهابات أو حمى أو ألم في الرأس