أخبر مدير السجن المدني بالجديدة، أواخر الأسبوع الجاري، والد المعتقل «س. ن.» المزداد بتاريخ 2 يوليوز 1986 بأن هذا الأخير دخل في إضراب مفتوح عن الطعام. وحسب المعطيات الأولية المتوفرة لدى «المساء» حول وقائع الأحداث المرتبطة بملف المتهم فإن تاريخ 31 من شهر نونبر شهد موعدا لإشعار رجال الأمن بوجود امرأة مسنة تحمل جروحا بليغة على مستوى يدها اليسرى، أجريت لها عملية جراحية مستعجلة على مستوى الأصبع الصغير وأفادت بأنها كانت متواجدة قرب ثانوية «القدس» حيث تعرضت للسرقة والضرب والجرح بواسطة سكين من طرف راكبي دراجة نارية وأنهما سلبا منها حقيبتها التي كانت تحتوي على مبلغ مالي قدره 3200 درهم وهاتف محمول ومفاتيح منزلها ولاذا عقب ذلك بالفرار. وبعد أن باشرت شرطة الدائرة الثالثة الإجراءات الأولية بالاستماع إلى الضحية «س. ب.» أحيل الملف على مصلحة الشرطة القضائية لمواصلة البحث . وبتنسيق بين هذه المصلحة والضحية تم إيقاف المسمى «س. ب.» بمقر سكنه وأفادت بأنه هو أحد المعتدين عليها وأنه هو من طعنها بسكين كبير الحجم قبل أن يسلب منها الحقيبة، ليتم وضعه مباشرة تحت الحراسة النظرية. والغريب أن سيدة تدعى «خ. ب.» تقدمت أمام الشرطة القضائية مصرحة بأنها في شهر دجنبر من سنة 2008 تعرضت لسرقة هاتفها المحمول من قبل المتهم «س.ن» حينما كانت مارة بالشارع العام وأكدت بأنها لم تسجل أية شكاية رسمية في الموضوع لخوفها من بطشه، خصوصا وأنه كان يعرضها للتهديد كلما صادفها بالشارع العام. ورد المتهم على هذه المزاعم بأن المشتكية كانت قبل سنة تقطن برفقتهم بنفس السكن وسبق أن اختفى هاتف نقال من بيتهم وتسربت شكوك الأسرة إليها وهو ما جعله يستولي على هاتفها المحمول، وفي إطار مراحل البحث والتحري سجل على المتهم بأنه اعترض سبيل الضحية «س. ب.» للسرقة والاعتداء عليها بالسلاح الأبيض وأنه ساعة الحادث الإجرامي كان في حالة سكر وبرفقة شريكه المسمى «ر. ب.» وبأن هذا الأخير هو صاحب الدراجة النارية وبأنه لازال يحتفظ بنصيبه المالي من حصيلة السرقة بدولاب ملابسه بمسكنه، في حين أن السكين المستعمل في الإعتداء وكذا الحقيبة التي كانت تحتوي على المسروقات تخلى عنها هو وشريكه بأرض خلاء بتجزئة «العوينة» ومن المفارقات الغريبة أن إجراءات التفتيش والتحري بمسكن المتهم وبمكان السكين والحقيبة لم تسفر عن حجز أي شيء يفيد البحث، كما انتقلت الشرطة إلى الأرض الخلاء فلم يتم العثور على أي شيء يفيد البحث وكذلك تفتيش منزل المتهم الثاني لم يسفر عن حجز أي شيء من قبيل المسروقات التي وردت في تصريحات الضحية باستثناء دراجة نارية أوراقها قانونية وهي سوداء وليست حمراء اللون، كما جاء في أوصاف الضحية، وباستثناء أقوال الضحية وتعرفها على المتهمين واعترافهما فليس هناك شهود ولا وسيلة اعتداء ولا أي محجوز من المسروقات المذكورة وهي الأسباب التي دفعت بالمتهم الرئيسي «س. ن.» إلى تنظيم إضراب عن الطعام بعد أن سبق له أن تناول بطاريات تشغيل مذياع في محاولة للانتحار نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج حيث أنقذ بأعجوبة، وقد وجه محاميه ملتمسا عاجلا إلى الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف يطالبه بإحالة موكله المعتقل المضرب عن الطعام على خبرة طبية لتحديد العنف الذي تعرض له أثناء استنطاقه أمام الضابطة القضائية وهو الملتمس الذي لم يستجب له الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف إلى حدود الآن، كما أن المتهم الثاني والذي أكد أنه يعمل فنيا لدى مؤسسة وطنية نفى المنسوب إليه، إضافة إلى محضر المواجهة بين المتهمين أبان عن عدة تناقضات في تصريحاتهما وكذا إنكار المتهم الثاني لأية صلة له بالجريمة معللا دوافع الموقوف الأول في توريطه إلى الخصام الذي وقع بينهما في رمضان الفائت.