مرة أخرى، صنعت جماهير فريقي الوداد والرجاء الفرجة في المدرجات بمناسبة «الديربي» 119 الذي انتهى أول أمس الأحد بنتيجة التعادل السلبي، وتفوقت بشكل كبير على اللاعبين الذين فشلوا في تقديم مباراة في المستوى. ككل «ديربي»، توجه اهتمام الجمهور وعشاق كرة القدم إلى مضامين «التيفوات» التي رفعتها فصائل «الإلترا» في المدرجين الشمالي والجنوبي لمركب محمد الخامس، وسرقت الجماهير الودادية والرجاوية الأضواء من اللاعبين. وأهم ما ميز الصراع بين الفصائل الودادية والرجاوية أول أمس، هو تسريب محتوى «التيفو» الخاص بإلترا «غرين بويز» المؤازر لفريق الرجاء، وهو أمر لا يقع إلا نادرا ويعد بمثابة انتصار للطرف الثاني الذي يكشف محتوى «تيفو» الطرف الآخر، في ثقافة «الالتراس». وتم كشف مضمون «تيفو» «الغرين بويز» الذي تضمن كلمة « Rebrith » بالإنجليزية، والتي تعني «ولادة جديدة» أو «انبعاث»، ليقوم فصيل إلترا «الوينرز» المناصر للوداد، قبل موعد رفع «التيفوات»، بالكشف عن «ميساج» بالإنجليزية حمل عبارة «كيف تتكلمون عن ميلاد جديد، وأنتم لا تعرفون تاريخ ميلادكم؟». وعند دخول اللاعبين، تم رفع «تيفو» ثلاثي الأبعاد من قبل «الغرين بويز»، وإلى جانب كلمة « Rebirth » التي رفعت في المدرجات الوسطى الخاصة بجمهور الرجاء، ظهر نسر يلحق عاليا في المدرج الجنوبي، هو الأمر الذي فسره الفصيل الرجاوي بأن النسر يتميز بكونه يطير عاليا في عز العاصفة وينتظر هبوب الرياح، وعندما تبدأ العاصفة فإن النسر ينطلق ويفتح جناحيه لتقوم الرياح برفعه عاليا فوق العاصفة. وأراد جمهور الرجاء من خلال هذه الصورة أن يبين بأن النسر يمثل الفريق «الأخضر»، وأنه قادر على مواجهة العقبات الصعبة والتحليق عاليا على الرغم من قساوة الظروف. من جهته، رفع فصيل «الوينرز» في المدرج الشمالي لمركب محمد الخامس «تيفو» بالأحمر والأبيض والأسود، تضمن كلمة «كازابلانكا»، مع إرفاقه بملصق كبير للفيلم الأمريكي الذي تم إخراجه سنة 1942 والذي يضم بطل وبطلة الفيلم. ولم يخلُ الصراع بين الفصيلين من رسائل ذات مضامين «عنصرية»، إذ عمد فصيل «الوينرز» إلى رفع صور لأشجار وبعض حيوانات الغابة، مع الحرص على وضع رسم ل «المكانة» التي يجلس تحتها جمهور الرجاء، بينما رفع فصيل «الغرين بويز» في «التيفو» الثاني صورة للنجم الكوميدي تشارلي شابلن، مع عبارة « Idiocracy » وسهم يشير إلى النصف الآخر من الملعب، التي أراد من خلالها الفصيل الرجاوي أن يشير إلى «سطحية» و»غباء» الفصيل الودادي، حسب الشرح الذي قدم «غرين بويز» على صفحته الرسمية على «فايسبوك». وبعيدا عن تبادل السباب والأوصاف المشينة بين الفصيلين، فقد صفقت الجماهير الودادية والرجاوية معا ل «الميساج» الذي رفعه جمهور الرجاء، والذي تمنى من خلاله الشفاء للمشجع الودادي كمال الذي بُترت ساقه بعد إصابته بأكادير، عندما رحل لمؤازرة فريقه هناك. طوشاك: لاعبو الوداد عانوا من الضغط لم يتردد الويلزي جون توشاك مدرب الوداد الرياضي في الاعتراف بأن الأخير لا زال يشكو من عقم هجومي واضح أكدته المباراة التي جمعته بعد زوال أول أمس الأحد مع غريمه التقليدي الرجاء. وأشار الويلزي متحدثا خلال الندوة الصحفية التي أعقبت «الديربي» 119 بأن الوداد أهدر فرصا حقيقية خلال النصف الثاني للمباراة خاصة من قبل اللاعبين أوناجم وزكرياء الحداد بفعل غياب النجاعة الهحومية وغياب النظرة الثاقبة مطالبا بالمناسبة من اللاعبين المعنيين بضرورة تخصيص جزء من وقتهما لتعلم كيفية ترجمة الفرص المتاحة لأهداف حقيقية على حد تغبير توشاك الذي أعاد التأكيد بأن لاعبي الوداد البيضاوي عانوا من ضغط رهيب خلال «الديربي» مع مستويات متفاوتة من حيث قوة التحمل ما دفعه طيلة الأسبوع المنقضي لإيجاد صيغة من أجل التخفيف من حدته، مبرزا بأن فريق الرجاء تمكن خلال وقت طويل من المباراة من السيطرة عليها ما صعب من مأمورية لاعبي الوداد خاصة على مستوى خط الهجوم، مشددا على أن الطاقم التقني للأخير لا زال ينتظره عمل كبير لتحسين أداء مهاجمي الفريق. وعبر توشاك عن استيائه من نتيجة التعادل السلبي التي آلت إليها المباراة، مضيفا بأنه لا يود فريق يكره الفوز لكن «الديربي» بحسب جون توشاك تحكمت فيه العديد من الإكراهات مؤكدا بأن النتيجة لا تتماشى وطموحات الوداد الذي كان يمني النفس بتحقيق الفوز من أجل الابتعاد عن فريق الفتح الرباطي. وختم توشاك تصريحاته بالقول بأن الوداد تنتظره نهاية الأسبوع الجاري مباراة صعبة ضد فريق المغرب الفاسي ومما سيزيد من تعقيد مهمته افتقاده لخدمات سبعة لاعبين سيلتحقون بمختلف المنتخبات الوطنية. الخياطي: التعادل أمام الوداد إيجابي أكد عزيز الخياطي مساعد مدرب فريق الرجاء البيضاوي بأن مباراة الديربي كانت بالنسبة للطاقم الفني فرصة اختبر من خلالها جاهزية لاعبيه البدنية والتقنية وحتى الذهنية من أجل تحديد معالم وطبيعة العمل الذي سيقوم الطاقم التقني لفريق الرجاء البيضاوي بتسطيره مستقبلا مضيفا بأنه أيقن من خلال مباراة اليوم بأنه ماض في الطريق الصحيح على حد قول عزيز الخياطي الذي ناب عن رشيد الطاوسي خلال الندوة الصحفية متمنيا أن تسعف النتائج فريق الرجاء البيضاوي. إلى ذلك أضاف عزيز الخياطي بأن «الديربي» 119 طغى عليه طابع مغرق في الحيطة والحذر بين الفريقين لرغبة كل فريق في تفادي الهزيمة، مشيرا إلى أن سوء الطالع حال دون ترجمة مهاجمي فريق الرجاء البيضاوي للفرص التي أتيحت إليهم لأهداف. وفي معرض إجابته على السر الكامن وراء إقحام رشيد الطوسي للنيجيري أوساغونا طيلة 90 دقيقة بالرغم من غيابه الطويل عن فريق الرجاء برر عزيز الخياطي الأمر بأن الطاقم الفني للأخير أخضع اللاعب المعني لاختبار بدني صارم معتمدا على جهاز تقني حديث لقياس نسبة الجاهزية البدنية فتبين له بأن كريستيان أوساغونا جاهز تماما لخوض غمار الشوطين مع كذلك كان الشأن للعائد عصام الراقي الذي أخضع بدوره لاختبار قياس الجاهزية، وعلى عكس مدرب فريق الوداد البيضاوي اعتبر عزيز الخياطي بأن حصول فريقه الرجاء على نقطة واحدة خلال «الديربي» أمر إيجابي ما دام أن هذه النتيجة ستكون بمثابة حافز للاعبين خلال المباريات المقبلة.