قال عبد العزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، في معرض انتقاده لما أسماه التحكم السياسي، إن إلياس العمري أسس إمبراطورية إعلامية بأموال مجهولة المصدر. وأكد الرباح، الذي كان يتحدث عشية يوم السبت الماضي بأكادير، على أن «حليمة لا يجب أن تعود إلى حالتها القديمة»، في إشارة إلى بوادر عودة مظاهر التحكم في الحياة السياسية. وأشار الرباح إلى أن حزبي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال تعرضا لما وصفه بالخديعة الكبرى، التي قال إنها كانت تستهدف إضعاف هذين الحزبين. وأضاف أن قوى التحكم لا تريد أن تكون هناك أحزاب سياسية قوية. وأوضح أن من مظاهر استهداف هذه الأحزاب محاولة سرقة مستشاريها واستغلال العقلاء الموجودين بها. وأبدى الرباح، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة للمجلس الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة سوس، والتي حضرها معظم ممثلي الأحزاب السياسية بالجهة وعدد من المنتخبين، رغبته في أن تبقى الحياة السياسية ساخنة، وأن تقوم الأحزاب بدورها في التأطير، مضيفا أن عواقب الفراغ في الحياة السياسية غير محمودة، وقد يتم ملؤها من الأطراف، التي وصفها بأنها لا تريد لهذا النموذج المغربي أن يتعزز، والذي بدأ مباشرة بعد المصادقة على دستور 2011. وقال الرباح إن إرادة العقلاء داخل كل الأحزاب انتصرت، مضيفا أن ذلك يستدعي التمكين لهذا النموذج حتى يصعب على من يريد اقتلاعه القيام بذلك. وفي نفس السياق، قال الرباح إن المؤامرة أو ما أسماه الخديعة الكبرى ليست ضد حزب العدالة والتنمية وحده، بل ضد النموذج المغربي، الذي أصبح العالم ينظر إليه باحترام، ويستغرب الجميع كيف أمكن التوافق بين الإسلاميين واليسار وغيرهم داخل حكومة واحدة. وخلص الرباح إلى أنه لا يمكن التراجع عن دستور 2011، ولا يمكن أن يكون هناك إصلاح بدون استقرار، وأن لا يكون هناك استقرار دون الاستمرار في المسلسل الإصلاحي، مضيفا أن الذين أرادوا التحكم تم طردهم من المدن واقتصر تواجدهم في بعض المواقع المحدودة. وقال الرباح، في معرض حديثه عن حزب الأصالة والمعاصرة، إن هذا الأخير مرحب به إن هو أراد أن يتقوى بالوسائل الديموقراطية. وأضاف أنه «لا يسعدنا أن تكون الأحزاب والنقابات ضعيفة لأن التدافع بين المكونات السياسية من شأنه أن يخلق تنافسا داخل الحياة السياسية، وأن يرفع قيمة الوطن، فالأحزاب يجب أن تكون في خدمة الوطن». وحذر الرباح من الجهات التي تريد زعزعة الثقة بين الفرقاء السياسيين من خلال التشكيك في وفائهم للوطن، فالجميع، يقول الرباح، يؤمن بالثوابت الوطنية.