لم تنفع لا ثلاثية مباراة الذهاب في مرمى الفتح الرياضي، ولا الثلاثية في مرمى المغرب الفاسي، لكي يكسب الرجاء تذكرة المشاركة في مباراة نهاية كأس العرش المقررة في الثامن عشر من نونبر الجاري بملعب طنجة الكبير. لقد سقطت الرجاء في الفخ. وظهر أن المدرب الهولندي «رول كرول» لا يستفيد من الأخطاء، بعد أن نجح مدرب الفتح وليد الركراكي في تلقينه درسا بليغا في اللعب الحماسي والاصرار الذي انتهى بتسجيل هدفين في مرمى الحارس الزنيتي في العشر دقائق الأخيرة من عمر اللقاء. وكما حدث في مباراته أمام المغرب الفاسي، لم يجد فريق الرجاء الرياضي إيقاعه وطريقه لمرمى الخصم، إلا بعد مرور أكثر من سبعين دقيقة من اللقاء. وطرح الكثيرون السؤال، كيف يعجز فريق له كل المؤهلات المادية والبشرية لكي يكون كبيرا، على تقديم تركيبة بشرية قادرة على التنافس. حينما نتأمل لائحة كل هذا الجيش العرمر من اللاعبين الذين تم التعاقد معهم، ونحصي قيمة كل الأموال التي صرفت من أجل هذه التعاقدات، لا بد أن نطرح السؤال لماذا لم ينجح المدرب في وضع الوصفة الناجعة والناجحة لهذا الفريق الذي عشنا معه أزهى الفترات وهو يشارك في كأس العالم للأندية في 2013 ويخوض مباراتها النهائية. في المباراة التي لعبها الفريق أمام المغرب الفاسي، تابعنا كيف أن المدرب قدم تركيبة غريبة عجيبة بناها في مجملها على لاعبين لهم مؤهلات دفاعية بنسبة أكبر. والأغرب أنه لعب بدون قلب هجوم، وإن حاول الدفع باللاعب ياسين الصالحي لكي يشغل هذه المهمة، وهو لم يتعود عليها. بل لا تتوفر فيه مؤهلات أن يكون قلب هجوم. وتابعنا كيف تم الدفع باللاعب جبيرة لكي يلعب فقط. لكن أين؟ لا أحد فهم الخلطة. لذلك تاه جبيرة مرة في اليمينن ومرة في اليسار، خصوصا خلال الشوط الأول. ولم يفهم الكثيرون لماذا تم الإبقاء على قلب هجوم حقيقي هو البولديني، إلى الثلث الأخير من المباراة، قبل أن يقلب مجرياتها حينما اصطاد ضربة جزاء، كانت فأل خير على الرجاء التي عادت لتسجل في مناسبتين، وتنهي اللقاء أمام فريق كبير اسمه المغرب الفاسي، بثلاثية نظيفة. وفي المباراة أمام الفتح، صحح الخطأ وأدخل البولديني منذ البداية. لكنه عاد ليرتكب نفس الخطأ ويخرجه لكي يتنفس دفاع الفتحيين الصعداء ويضغط بقوة، ثم يسجل، ويقتطع تذكرة الدفاع عن لقبه. لقد كشفت هذه النتيجة، رغم أنها لم تكن متوقعة، عن واقع مرلا يزال يعانيه فريق بحجم الرجاء. واقع يقول إن التعاقدات لم تكن موفقة بنسبة كبيرة ليس لتواضع اللاعبين، ولكن لأن اختيار اللاعب المناسبة للمهمة المناسبة، لم يكن كما يجب. زد على ذلك أن التعاقد مع المدرب الهولاندي كرول، لم يكن هو عين العقل. فالرجل يجهل كل شيء عن كرة القدم المغربية، وإن كان يعرف كرة القدم الإفريقية. والرجل لم يساهم في عملية التعاقدات التي جاء ليجد نفسه أمام أمرها الواقع. والرجل عجز، حتى وهو أمام هذه الترسانة من اللاعبين، على تقديم فريق متجانس. لذلك جرب كرول أكثر من وصفة في الدفاع مرة مع اولحاج ومرة مع بانون. وفي الوسط مرة مع بامعمر، ثم جحوح والسوداني. واليوم مع القادم الجديد مابيدي. ثم الصالحي والوادي. وقبلهما الحافيظي والقديوي. وكان الجمهور الرجاوي يكتشف في كل مباراة وجها جديدا، ومهمة جديدة، بدلا من أن ينجح المدرب في وضع تشكيلة قارة هي في حاجة لتحقق الانسجام المفترض كمجموعة. اعتقد الكثيرون أن ثلاثية الرجاء في مرمى الماص، والتي تحققت أياما قبل مباراة العودة في نصف نهاية كأس العرش أمام الفتح الرباطي، هي نقطة التحول التي ينتظرها الفريق. شريطة أن يحافظ المدرب على مجموعته ولا يدخل محطة التجريب مرة أخرى. غير أن الحقيقة كانت شيئا آخر. خرجت الرجاء من سباقها من أجل نيل كأس العرش. لذلك حان الوقت لكي يقال كرول، ويستقيل بودريقة. وهذا أضعف الإيمان. بقي فقط أن نذكر أن الجماهير الرجاوية صبرت كثيرا قبل أن تفرح بأول انتصار يتحقق في البطولة الوطنية على أرضية ملعب المركب الرياضي محمد الخامس منذ أشهر. لكن صبرها يكون قد نفذ اليوم بعد الهزيمة أمام الفتح والخروج من السباق.