كادت حافلة نقل تابعة لشركة «ستاريو»، التي تتولى تدبير قطاع النقل الحضري بولاية الرباط، أن تتسبب في كارثة أول أمس بشارع ابن الهيثم بسلا، بعد عطل أصاب الفرامل، لتصطدم بعمود إنارة وسيارة من نوع بوجو 207 وتصعد فوق الرصيف. شهود عيان أكدوا أن الحادث خلق حالة من الرعب لدى ركاب الحافلة وكذا وسط عدد من المارة الذين صدموا بمشهد الحافلة وهي تنحرف عن الطريق، وأشاروا إلى أن الخسائر كانت ستكون فادحة خاصة وأن الحادث وقع في شارع يضج بالحركة، حيث يسلكه عدد كبير من المارة بحكم قربه من عدد من الأحياء الشعبية، مثل أحياء الانبعاث والواد والشيخ مفضل. وفور وقوع الحادث انتقلت إلى عين المكان دوريات تابعة للشرطة والتي أصبحت تجد صعوبة في التعامل مع بعض الحافلات التابعة لشركة «ستاريو» التي تصاب في الكثير من الأحيان بأعطاب مفاجئة بفعل تردي حالتها الميكانيكية لتخلق عرقلة واضحة لحركة السير، خاصة في أوقات الذروة. هذا الحادث يأتي يومين بعد اندلاع النيران في حافلة أخرى بمدينة الرباط في ظروف وملابسات لازالت غامضة، حيث تواصل مصالح الأمن التابعة للشرطة القضائية بولاية الرباط التحقيق في الموضوع في الوقت الذي أكد فيه بلاغ صادر عن شركة «ستاريو»، توصلت «المساء» بنسخة منه، أن احتراق الحافلة كان وراءه عمل إجرامي يأتي في إطار سلسلة من الاعتداءات التي تستهدف الحافلات التابعة للشركة، بعد أن تعرضت حافلة أخرى لاعتداء بحي القامرة. وأشارت الشركة إلى أنه تم سحب الحافلات المتضررة من الخدمة في انتظار انتهاء التحقيقات وإحالة المتورطين في هده الأفعال على العدالة. من جهة أخرى، كشف مسؤول أمني أن تنامي الاعتداءات التي تستهدف حافلات شركة «ستاريو» من شأنه أن يزيد من حدة معاناة المواطنين مع أزمة النقل، بعد أن أصبح بعض المسافرين يتخوفون من ركوب الحافلات بسبب إمكانية تعرضهم للرشق بالحجارة أو إضرام النار. وأشار المسؤول ذاته إلى أن التحقيقات متواصلة لتحديد هويات الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الأعمال التخريبية، وأن البحث الحالي ينصب على فرضيتين: الأولى تشير إلى تورط بعض المستخدمين الذين تم إقصاؤهم من العمل بالشركة الجديدة، بعد سنين طويلة من الخدمة مع شركات النقل الحضري بالعاصمة، والفرضية الثانية ترجح أن يكون الجناة شبانا قاموا برد فعل إزاء أزمة النقل الحالية التي يعاني منها آلاف المواطنين منذ شهور بعد سياسة فرض الأمر الواقع التي تعاملت بها الجهات المسؤولة مع هذه الأزمة.