يتعرض اللاعبون الدوليون الأفارقة إلى ضغوط من الأندية الأوروبية لدفعهم إلى تجاهل فكرة الدفاع عن ألوان منتخبات بلدانهم، بمناسبة كأس أمم إفريقيا التي ستقام ما بين 10 و31 يناير القادم بأنغولا، ومعها تجددت إثارة الجدل بخصوص موعد إقامة العرس القاري. ويعيش مدربو الأندية الأوربية واللاعبون الدوليون الأفارقة، على حد سواء، ضغوطا عشية انطلاق كأس إفريقيا للأمم الشهر القادم بأنغولا، ويعود الضغط إلى حاجة الأندية الأوربية إلى خدمات اللاعبين الأفارقة، وحاجة المنتخبات الإفريقية،أيضا، إلى خدمات لاعبيها للدفاع عن ألوانها في الموعد القاري القادم. ولم تخف تقارير إعلامية دولية، تسجيل ضغط من الأندية الأوربية لتغيير الجدول الزمني لكأس إفريقيا بما يتناسب مع مشاركة اللاعبين مع أنديتهم، خصوصا مع ارتفاع عدد اللاعبين الأفارقة الذين يلعبون في الأندية الأوربية، وقد اعتبرت التقارير الصحافية نفسها، أن الأندية تخسر رهانات كبيرة في البطولات المحلية والأوروبية، بسبب مشاركة اللاعبين في كأس أمم إفريقيا. ويعتبر نادي تشيلسي، الذي يتصدر بطولة إنجلترا، أحد الأندية التي تعيش وسط الضغوط، بسبب اضطرار النادي الإنجليزي إلى استكمال سباقه نحو لقب البطولة دون لاعبين بارزين أمثال الإيفواري ديديي دروغبا ومواطنه سالمون كالو، بالإضافة إلى الغاني مايكل إيسيان والنيجيري جون أوبي ميكيل. والأمر نفسه ينطبق على نادٍ يعاني من شبح السقوط إلى الدرجة الثانية مثل بورتسموث الذي سيفتقد عدداً كبيراً من اللاعبين، أيضا منهم الجزائريين بلحاج ويبدة. وكذلك الشأن بالنسبة إلى باقي البطولات الأوربية، وتحديدا أندية فرنسا وبلجيكا التي صنفتها التقارير الصحافية في خانة الأندية التي تعد أكثر تضررا من المنافسة القارية، وأيضا بطولة إسبانيا التي سيعاني فيها متصدرها نادي برشلونة من غياب ثنائي خط الوسط الإيفواري يحيى توريه والمالي سيدوكيتا، ويتشابه موقف إنتر ميلان متصدر بطولة إيطاليا، حيث سيغيب عنه كل من صامويل إيتو وسولي مونتاري. ورغم قدرة الأندية على تجاوز هذه الأزمة بمناسبة إقامة المنافسة القارية، إلا أن روي هودجسون، مدرب نادي فولهام الإنجليزي، عبر عن غضبه من طلب المنتخب الغاني ضم لاعبه جون بانتسيل لتربص «النجوم السوداء»، رغم إطلاعه على قوانين الاتحاد الدولي التي تجيز استفادة اللاعبين الدوليين من فترة للالتحاق بالمنتخبات الوطنية. وأصبح اللاعبون يشترطون قبل تعاقدهم مع الأندية الأوربية السماح لهم بالمشاركة في المنافسة القارية. ونقلت تقارير صحافية تصريحا للاعب باتريك مبوما، نجم المنتخب الكاميروني السابق قوله: «أذكر أنني كنت على وشك الانضمام إلى أحد أهم الأندية الإنجليزية في صفقة جيدة بالنسبة لي على المستوى المالي والرياضي، إلا أنني رفضتها بسبب تمسكي بالمشاركة مع المنتخب الكاميروني كلما استدعاني المدرب وتحديدا في كأس أمم إفريقيا، ولكنني لم أندم على ضياع الصفقة لأنني كاميروني قبل أن أصبح لاعب كرة قدم، لذلك فنداء الوطن يأتي في المرتبة الأولى». وفي سياق متصل، أكد مدرب منتخب الجزائر أنه يتمنى لو يتخذ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعين الاعتبار، إجراء بطولة إفريقيا للأمم في الموسم نفسه الذي سيعرف تنظيم كأس العالم، وهو أمر قد يعيق مجموعة من المنتخبات من تحقيق إنجازات قوية في البطولتين على السواء، وحبذ سعدان ضرورة الاقتداء بالاتحاد الأوربي الذي ينظم البطولة الأوربية كل أربع سنوات وفي موسم لا يصادف تنظيم كأس العالم..