كشف إدريس بوعمي مدير المدرسة المحمدية للمهندسين في الرباط مساء الخميس الماضي عن وجود فريق من طلبة المدرسة منكب على تصنيع نموذج من السيارات البيئية النظيفة بإمكانها قطع مسافات طويلة بأقل استهلاك للوقود، وأضاف خلال ندوة حول مبادرة شركة «بي أم دوبلفي» والشبكة الألمانية المغربية للكفاءات لتقديم دعم تقني للمدرسة المحمدية للمهندسين، أن الفريق انتهى من وضع التصميم ويبحث حاليا عن الأجزاء التصنيعية للسيارات من داخل وخارج المغرب، مشيرا إلى أن المدرسة في حاجة لمساعدة شركات السيارات العاملة في المغرب لإنجاز هذا المشروع. وتحدث بوعمي عن احتمال فتح شعبة جديدة في السنة الجامعية المقبلة في تخصص الهندسة الإلكترونية الرقمية، وذلك بهدف تخريج مهندسين ملمين بتقنيات تصنيع مواد وتجهيزات لفائدة قطاعي السيارات والطائرات، اللذين يعتبران من المهن العالمية التي يعول عليها المغرب للرفع من نسبة نموه الاقتصادي وتشغيل الآلاف من اليد العاملة المؤهلة. وقد أشار بلاغ لشركة «سميا»، المستورد الحصري لسيارات «بي أم دوبلفي»، إلى أن الشركة الألمانية اطلقت مبادرة لفائدة جامعات ومدارس عليا في المغرب متخصصة في تخريج المهندسين، وذلك لحاجة سوق السيارات في المغرب إلى مهندسين في مجال السيارات لقلة عددهم حاليا، ولحاجة سوق السيارات في المغرب لنقل التقنيات التكنولوجية المتطورة، وعدم الاكتفاء بتجميع أجزاء السيارات والعمليات التصنيعية البسيطة. ويقود هذه المبادرة المهندس كريم زيان وهو خبير مغربي لدى «بي أم دوبلفي» في المانيا وعضو الشبكة المغربية الألمانية، وتحظى المبادرة بدعم من الوزارة المكلفة بالجالية، وقد تم الحديث عنها في الجامعة الخريفية الأولى للكفاءات المغربية المهاجرة المنعقدة في فاس شهر نونبر الماضي وتعهدت شركة «بي أم دوبلفي» الألمانية للسيارات والشبكة المغربية الألمانية للكفاءات بتقديم دعم تقني لأنشطة البحث العلمي والتطوير في مجال السيارات لطلبة المدرسة المحمدية للمهندسين في الرباط، وتتمثل هذه المساعدة في إهداء عدد من المهندسين المغاربة العاملين في «بي أم دوبلفي» في ألمانيا محركا من آخر طراز لتلك السيارات. وسيتم تقديم تكوين عملي للطلبة من خلال تفكيك مكونات المحرك لنقل التكنولوجيا التي تحكم تصنيع هذا المحرك، وفي مرحلة لاحقة سيتم تطوير شعبة خاصة داخل المدرسة المحمدية للمهندسيين تعنى بتكنولوجيا السيارات، وسيتم التقدم بالمبادرة نفسها لمؤسسات أخرى للتعليم العالي في المغرب. وشدد المهندس زيدان على أن أهم خطوات التقدم التكنولوجي في مجال السيارات بألمانيا كان نتيجة للتعاون بين شركات السيارات والجامعات، وهو ما يفتقر إليه المغرب، وأضاف أن مهندسي سيارات مغاربة يعملون في ألمانيا سيحلون بالمغرب مرتين في السنة لتقديم حصص تكوينية لطلبة المدرسة المحمدية للمهندسيين في مجال التكنولوجيا المتقدمة لتصنيع السيارات.