شنت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، المنعقدة مساء أول أمس الأربعاء برئاسة عبد الإله بنكيران، أمين عام الحزب، هجوما حادا على المجلس الوطني لحقوق الإنسان، على خلفية إصداره توصية يدعو فيها إلى تعديل مدونة الأسرة من أجل منح المرأة حقوقا متساوية مع الرجل فيما يتعلق بالإرث. وفيما خيمت توصية المجلس المثيرة للجدل على اجتماع الأمانة العامة لحزب رئيس الحكومة، بدا لافتا من خلال تدخلات أعضائها حجم غضب «إخوان» بنكيران منها، إذ لم يتوانوا عن اعتبارها تجاوزا للدستور ولثوابت الأمة وخلقا للفتنة في المجتمع المغربي، بل تجاوزا لصلاحيات إمارة المؤمنين. وحسب مصدر من الأمانة العامة، فإن إدانة توصية مجلس إدريس اليزمي كانت محط إجماع من لدن جميع الأعضاء، خاصة أنها قضية حساسة لا يمكن السكوت عنها، مشيرا في حديثه مع «المساء» إلى أن التدخلات التي عرفتها الأمانة العامة اعتبرت التوصية الصادرة «مختلقة» أتى بها المجلس المذكور في الوقت الميت من عمره، دون نسيان أن الخوض في موضوع الإرث ليس من صلاحياته. من جهة أخرى، قبلت الأمانة العامة الاعتذار الذي قدمه عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة، عن رئاسة فريق الحزب بأول مجلس للمستشارين في ظل دستور المملكة الجديد، فيما أبدى بعض أعضاء الجهاز التنفيذي للحزب الإسلامي اعتراضهم وغضبهم على ذلك، معتبرين ذلك الاعتذار فقدانا لاستقلالية قرار الحزب وتدخلا في شؤونه الداخلية، وكذا خضوعا للتهديدات وللضغوط التي مورست على الحزب من جهات وصفت ب»النافذة» منذ إعلان ترشيحه لرئاسة الفريق. ولم تحل تلك الاعتراضات دون قبول الأمانة العامة لاعتذار حامي الدين، فيما أصبحت الطريق ممهدة أمام نبيل الشيخي لرئاسة الفريق، هو الذي كان يحظى منذ البداية بدعم بنكيران ومرشحه الأول في مواجهة حامي الدين المحسوب على سعد الدين العثماني ومصطفى الرميد. وفيما كشفت مصادر من الأمانة العامة أن حامي الدين بسط، خلال الاجتماع، ما اعتبره ظروفا موضوعية وأخرى شخصية، دفعته إلى تقديم الاعتذار عن رئاسة الفريق، وهي الظروف التي سيكشف عنها بلاغ سيصدره خلال الساعات القادمة، ربط مصدر مطلع من حزب العدالة والتنمية بين اعتذار حامي الدين وبين رغبته في فتح مواجهة بينه وبين حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يلعب ورقة مقتل الطالب بنعيسى آيت الجيد بجامعة فاس في سنة 1993 لإحراجه. وحسب مصدر «المساء»، فإن حامي الدين لا يريد لمعركته أن تجر على الحزب أي تبعات أو تورطه، وهو ما لا يتحقق في حال قبوله رئاسة الفريق، حيث إن تلك المسؤولية تجعله يتحفظ.