أسدل الستار، نهاية الأسبوع الماضي بمدينة سطات، على فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للوتار المنظم من طرف جمعية المغرب العميق لحماية التراث بشراكة مع المجلس الإقليمي وبدعم من المجلس الجهوي ووزارة الثقافة والمجلس البلدي لسطات، وتميزت الدورة بتكريم الفنانة اشريفة صوت الأطلس، والفنان الأمازيغي العربي الغازي الملقب بباعروب، إضافة إلى الباحث في التراث الأمازيغي ادريس كايسي. وتدخل هذه المبادرة في إطار السياق الفكري والثقافي الذي انخرطت فيه الجمعية المنظمة للمهرجان منذ تأسيس فعاليات المهرجان الوطني للوتار سنة 2010 بهدف تثمين الموروث الثقافي الوطني وتكريم رواده. وحسب منظمي المهرجان، فإن الدورة عرفت مجموعة من الإكراهات أولها غياب الدعم الكافي لتمويل مثل هذه التظاهرات، والتي يصبح معها من غير ممكن حتى الاستمرار والتنظيم، وذلك لعدم استجابة الداعمين خاصة الخواص منهم، أما بخصوص الداعمين المؤسساتيين فإن هناك، يضيف أحد المنظمين، نوعا من الانكماش من أجل دعم هذه التظاهرة، متسائلا عن المعايير التي تخول لمثل هذه التظاهرات الاستفادة من الدعم، مبرزا ما حققه مهرجان لوتار من نسبة توافد الجمهور لتتبعه، ووزن الفنانين المشاركين فيه إلى جانب الأهداف المتوخاة منه والتي تخدم تثمين التراث، وهو الشيء الذي وجب معه، حسب تعبير المتحدث، دعم مهرجان لوتار ليس فقط من الداعمين المؤسساتيين بل من الداعمين الخواص كذلك، وفسر محدثنا انكماش الداعمين للتظاهرة بعدم الاهتمام وليس بالميز والحكرة، مضيفا أنه تم سحب مجموعة من الفقرات التي كانت مهمة جدا كالندوة العلمية ومعرض آلات لوتار باختلافها، كما أنه على مستوى التكريم كان هناك مجهود كبير للالتزام بما سبق الالتزام به مع المكرمين السابقين. ووفق رئيس جمعية المغرب العميق لحماية التراث، عبد الله الشخص، فإن المهرجان يعتبر بمثابة رد الاعتبار لهذه الآلة التي رافقت أجيالا من شيوخ ورواد الأغنية الشعبية، بمختلف أشكالها وأنواعها، الذين تم تكريم بعضهم في الدورات السابقة تقديرا لعطاءاتهم مثل (الشيخ محمد ولد قدور، المرحوم محمد رويشة، الثنائي قشبال وزروال، الشيخ محمد عويسة والنظام أو هاشم بوعزمة والشيخ العربي الكزار ومولود أو حموش)، وسيستمر المهرجان خلال الدورات القادمة في رد الاعتبار لأشياخ كابدوا من أجل بقاء هذا الفن مستمرا في إشعاعه، كما أن المهرجان الوطني للوتار أضحى يشكل رافعة للتنمية الفنية بالجهة وبإقليم سطات على الخصوص لأنه بات محطة سنوية يلتقي حولها كل الممارسين والصناع التقليديين والدارسين لهذه الآلة ولهذا الفن المغربيين الأصيلين.