لا زالت قضية الزيادة المهولة في أثمنة بطائق الانخراط في حافلات النقل الحضري بمدينة فاس، تخلف تداعيات. فقد عاشت مختلف الأحياء الشعبية للعاصمة العلمية احتجاجات «تلقائية» ضد هذه الزيادة، وعمد العشرات من المواطنين، مرات متكررة، إلى محاصرة «الطوبيسات» بمنطقة «باب فتوح»، ما أدى إلى عرقلة حركة السير والجولان لساعات. ويطالب المواطنون الشركة، التي تدبر القطاع، بالتراجع عن هذه الزيادة الصاروخية، والتي وصلت إلى 30 درهما دفعة واحدة بالنسبة للمنخرطين المستفيدين من خدمات خطين، حيث كان المنخرطون في السنة الماضية يحصلون على بطائق الانخراط مقابل 70 درهما للشهر الواحد، قبل أن تقرر الشركة المكلفة زيادة 30 درهما، في بداية الموسم الحالي، في عز «مرحلة انتقالية» في تدبير الشأن المحلي، بينما كان يستعد العمدة السابق، حميد شباط، للمغادرة بعد اندحار حزبه، وكان الوزير الأزمي، العمدة الجديد، يستعد لتحمل المسؤولية، بعدما اكتسح حزب العدالة والتنمية الانتخابات المحلية، ما دفع حزب العدالة والتنمية للتأكيد على أن الزيادة تحكمت فيها اعتبارات سياسية، وبأن غرضها هو تعقيد الوضع ل»الوافد الجديد» إلى مقر المجلس الجماعي ب»جنان الخيل». ووعد العمدة الأزمي بمراجعة الوضع، لكن مرت عدة أسابيع على هذه الوعود، دون أن يقدم المجلس الجماعي، في حلته الجديدة، على اتخاذ أي قرار، بينما المواطنون يكتوون بنار الزيادة المهولة غير المهضومة بالنسبة لهم. ومست هذه الزيادة، بشكل مباشر، حوالي 40 ألف منخرط في خدمات الشركة التي اعتبرت بأن هذه الزيادة الصاروخية تندرج في إطار تفعيل مضامين دفتر التحملات الذي يربط بين السلطة المفوضة (المجلس الجماعي) وشركة التدبير المفوض. ولم يقتصر التعبير عن رفض الزيادة الصاروخية في بطائق الانخراط على ساكنة الأحياء الشعبية، إذ شهدت ساحة المركب الجامعي ظهر المهراز، مسيرات حاشدة، لعدة أيام، تطالب بالعدول الفوري عن هذه الزيادة، وتحسين الخدمات بالنسبة للطلبة والتلاميذ. وانتقدت شعارات الطلبة تقاعس المنتخبين في اتخاذ إجراءات ترمي إلى التراجع عن هذه الزيادة، مع العلم، يورد الطلبة، بأن أعضاء المكتب المسير الجديد للمجلس الجماعي لفاس ظلوا يرددون شعارات مناوئة لتردي خدمات «الطوبيسات» زمن المعارضة، وأكدوا على أنهم رافضون للزيادة الصاروخية الأخيرة، لكن دون أن تتبعها إجراءات عملية لوقفها، أو مراجعتها، ما يعني أن هذه التصريحات الإعلامية، بالنسبة للمتضررين، موجهة ل»الإستهلاك الإعلامي». وذكرت المصادر بأن طلبة منظمة التجديد الطلابي، القريبة من حزب العدالة والتنمية، شاركوا في عدد من هذه الاحتجاجات في الساحة الجامعية، وعبروا عن امتعاضهم من طريقة تدبير الملف، وأضافت المصادر بأن هذه المنظمة سبق لها أن طالبت العمدة الأزمي بعقد جلسة حوار لتدارس وضعية خدمات حافلات النقل الحضري، وما ترتب عن الزيادة المهولة في بطائق الانخراط من أضرار للطلبة والتلاميذ وفئات واسعة من الأسر التي تعاني الهشاشة، وقلة ذات اليد، لكن العمدة الجديد، لم يعط أي اهتمام لهذا المطلب، وهو ما استغربته العديد من المصادر التي تحدثت ل»المساء» حول هذا الملف «الحارق».