تعاني قرية بالأطلس المتوسط من عزلة تامة عن عالمها الخارجي بسبب وعورة تضاريسها الجبلية وغياب مسالك طرقية تسهل تنقل السكان، خاصة المرضى والنساء الحوامل اللواتي يتجرعن معاناة أكثر بسبب غياب مستوصف صحي قريب منهن. وبحسب ما أدلت به فعاليات جمعوية، فإن المستوصف الوحيد بالمنطقة التي تدعى آيت مرزوك، التابعة لجماعة أنمزي، قيادة أكديم بميدلت، يسكن فيها معلم بإحدى المدارس لمدة 6 سنوات، في الوقت الذي حرمت حوالي 90 أسرة من سكان المنطقة تضم نساء وأطفالا وشيوخا من حقها في العلاج، بحيث يتم قطع حوالي 15 كلم مشيا على الأقدام فوق مسالك طرقية وعرة للوصول إلى أقرب نقطة وهي جماعة تونفيت. وحذرت الفعاليات الجمعوية من أن عدم إصلاح الطرقات والمسالك سيزيد الوضع سوءا، خاصة وأن فصل الشتاء والثلوج على الأبواب، وسط تخوف الساكنة من تكرار سناريوهات السنة الماضية، حين حاصرتهم الثلوج من كافة النواحي وأدخلتهم في عزلة لشهور. وأوضحت المصادر ذاتها بأن منطقة أيت مرزوك، تعاني التهميش والإقصاء منذ سنوات، فلا مسؤول التفت لمعاناة سكانها المحرومين من أبسط حقوقهم . ونددت الفعاليات بعدم إصلاح الطرقات وتعبيدها رغم اتساع رقعة هشاشتها بسبب التساقطات المطرية لهذه السنة، كما عبر السكان عن استيائهم من عدم تخصيص مشاريع تنموية لمنطقتهم لفك الحصار الاقتصادي الذي تعاني منه، حيث يتجرع شبابها مرارة البطالة في ظل غياب مشاريع من شأنها دمجهم في سوق الشغل، حيث تعاني المنطقة من الهجرة القروية لشبابها الذين يقصدون المدن الكبرى للعمل أو الدراسة. ويتخوف السكان من استمرار معاناتهم وأضاعهم المتردية في ظل ضمت مطبق للمسؤولين سواء الجهويين أو الوطنيين، مطالبين بالتدخل العاجل لإنقاذهم من الحصار والعزلة بوضع مخطط إصلاحي للطرق المهترئة المليئة بالحفر والحجارة يصعب معها تنقل العربات كما طالبوا بتوفير طاقم طبي وتمريضي يكون قريبا من السكان يشتغل في المستوصف الذي أضحى معدا للسكن، خاصة وأن بعض النساء يواجهن مصيرهن الحتمي مع الموت بسبب غياب منقذ لهن في الدوار الذي يبعد بكيلومترات عن مركز تونفيت.