يتابع العالم بحسرة فضائح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». نعم يعرف كثيرون منذ زمن ليس بالقصير أنه هناك فضائح كثيرة، لكن اليوم ومع توالي التحقيقات يتابع العالم كيف أن تفاصيل المخالفات المالية والرشاوى التي كان يتلقاها كبار المسؤولين، تكاد تنهي جيلا كاملا من كبار المسؤولين. في الكثير من المرات كانت الاتهامات توجه إلى العجوز بلاتر ومن معه، لكنه كان دائما يخرج سالما، ولأن كل بداية لابد لها من نهاية، فقد تم توقيف العجوز بلاتر اليوم مدى الحياة وبالتهم نفسها، التي كانت تلاحقه سابقا. في المغرب أيضا هناك الكثير من تهم الفساد التي تلاحق مسؤولي الكرة، لكنها تهم تظل حبيسة الأفواه، وأحيانا لا تتحرك المتابعات إلا لتهدأ. في الكثير من المرات أثير شبهات حول تلاعب رؤساء فرق بنتائج المباريات وأكثر منها تورط مسيرون ومسؤولون في صفقات مشبوهة، وفي اختلاسات مالية. أيضا يعرف الكثير من الشهود أن هناك نهب للمال، وفي أحسن الأحوال هناك سوء تدبير. وهناك حسابات بنكية مشبوهة وفواتير مزورة وصفقات تمر من تحت الطاولة أكثر من تلك التي تمر فوقها، لكن ساعة الغضب تنتهي سريعا أو يتم احتوائها، وحتى إذا وصل ملف ما إلى القضاء، فإنه يتعثر في منتصف الطريق، لكن هل سيكون المسؤولون المغاربة أكثر حظا من بلاتر؟ لتهم التي تواجه الرجل العجوز يعود بعضها إلى 24 سنة خلت، ولذا لايجب الاعتقاد أن الإفلات من العقاب يكون دائما مضمونا مائة في المائة. فهل يضمن المسؤولون عن الرياضة في المغرب أن لا تتحرك ضدهم المتابعة؟ لا أحد يمكنه الجزم بذلك. في المغرب اليوم هناك الكثير من الأصوات التي تنادي بمحاربة الفساد ونهب المال العام واقتصاد الريع و الحد مع الإفلات من العقاب واسترداد الأموال المنهوبة وإرساء أسس دولة الحق والقانون. وكل ذلك يمر عبر الانتباه إلى ما يقع في القطاع الرياضي الذي يتخبط في الارتجال ويحيط به المتطفلون الذين يتخذونها مطية للارتزاق أو لأغراض شخصية، كما كان قال الملك في رسالته إلى المناظرة الوطنية حول الرياضة، لكن هل سيأتي اليوم الذي تفتح فيه ملفات الفساد؟ إن غدا لناظره لقريب.