ندد سكان عدة جماعات قروية بجهة فاسمكناس (التقسيم الجديد) بانقطاعات الماء الصالح للشرب، وأبدع سكان القرى التي يهددها العطش في أساليب الاحتجاج، حيث خرج سكان جماعة «غياثة الغربية» التابعة لدائرة «واد أمليل» يوم الأربعاء الماضي، في مسيرة احتجاج مشيا على الأقدام، في اتجاه مقر عمالة إقليمتازة، لمطالبة السلطات المحلية بالتدخل لإيجاد حل لمعاناتهم مع أعطاب المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، موردين بأن الماء انقطع كلية عن صنابير بيوتهم. كما احتج العشرات من سكان جماعة «سيدي المخفي» بدائرة «غفساي» بإقليمتاونات، في اليوم ذاته، احتجاجا على الانقطاعات ذاتها. وتدخلت السلطات المحلية بإقليمتازة لمحاورة المحتجين، وأقرت بوجود الأعطاب في تجهيزات المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ووعدت بالتنسيق مع إداريي هذا المكتب لتصحيح الوضع، وإعادة المياه إلى مجاريها، فيما انتقد السكان «تقاعس» هذا المكتب، وعدم اتخاذه لأي إجراءات، بالرغم من الشكايات المتكررة التي توصل بها، مستغربين من أسلوب تدبير هذا القطاع، الذي لا يتماشى مع التوجهات الإدارية المبنية على الإنصات للسكان، والتدخل الفوري لمعالجة الاختلالات، في وقت يتوفر فيه المكتب على إمكانيات مادية، ويؤدي فيه المواطنون في العالم القروي فاتورات ملتهبة للمكتب، نهاية كل شهر. وفي السياق ذاته، أوردت المصادر بأن سكان مركز «سيدي المخفي» بنواحي تاونات، يعانون من انقطاع الماء الصالح للشرب، منذ حوالي شهرين، وطالب السكان الذين نظموا وقفة احتجاجية بمركز الجماعة ب»حل استعجالي وفوري لحالة العطش التي تضرب الأحياء السكنية والمؤسسات العمومية»، ووضع «حل جذري لحالة الفوضى وسوء التدبير الناتج عن تصرفات القائمين على القطاع محليا». وكان عدد من القرى في الجهة قد اشتكوا في أيام عيد الأضحى من انقطاعات الماء الصالح للشرب، دون أن يدفع هذا الوضع المسؤولين بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، إلى التدخل لتصحيح هذه الاختلالات، وقبلها فتح قنوات اتصال مع السكان، في إطار الشفافية والحكامة الجيدة، لإخبارهم بأسباب الانقطاعات، ووضعها في صورة التدخلات التي يجب القيام بها، وهو ما يفرض على الجهات الوصية فتح تحقيق في ملابسات «سياسة لا مبالاة» تنهجها إدارة المكتب، في وقت اختار فيه المغرب، بشكل قطعي، توجيه اهتماماته تجاه المناطق القروية، والأحياء الهامشية بالمدن الكبرى، لربطها بالتنمية، والتجهيزات الأساسية، ورد الاعتبار لسكان هذه المناطق، وتحقيق التوازن بين المراكز والهوامش.