يستغل الاتحاد الإفريقي انعقاد أشغال الدورة السبعين للجمعية العامة لهيئة الأممالمتحدة، التي تُجرى هذه الأيام بنيويورك، لشنّ حملة شعواء ضد المغرب في قضية الصحراء. وتقود دول جنوب إفريقيا ونيجيريا وتانزانيا وزيمبابوي، بدعم من الجزائر، الحملة المعادية للمغرب. وفي هذا السياق، دعا رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، المجتمع الدّولي إلى دعم إجراء استفتاء لتقرير المصير بالأقاليم الصحراوية. وعلى النهج نفسه، سار رئيس نيجيريا، محمدو بوخاري، حيث عبّر عن دعمه للأطروحة الانفصالية، وقال إن «المبادئ التي تمثل القاعدة الأساسية لهيئة الأممالمتحدة يجب أن تُطبّق دون مماطلة أو عراقيل»، في إشارة إلى دعمه لأطروحة البوليساريو وحليفتها الجزائر لإجراء استفتاء حول تقرير المصير بالصحراء المغربية. وربط الرئيس النيجيري، الذي سار على نهج سلفه في معاداته للوحدة الترابية للمغرب، قضية الصحراء المغربية بالقضية الفلسطينية، حيث اعتبر أن على هيئة الأممالمتحدة الاعتراف بحق الشعبين في الحرية والاستقلال، وفق تعبيره. وبدا رئيس تانزانيا ، جاكايا مريشو كيكويتي، أكثر تعصبا لمصالح جبهة البوليساريو، حيث طالب هيئة الأممالمتحدة بدعم ما اعتبره «حق الصحراويين في تقرير المصير». وقال حرفيا: «إن عدم تحرك هيئة الأممالمتحدة لتطبيق قراراتها بخصوص قضية الصحراء هو أمر مؤسف وغير مفهوم». وأصبحت مواقف الاتحاد الإفريقي تشكل خطرا على قضية الصحراء المغربية، حيث تولى رسميا مهمة التحدث باسم البوليساريو في المحافل والمنتديات الدولية، ويسعى إلى جعل قضية الصحراء المغربية قضية كل الأفارقة، حيث يقوم خلال هذه الأيام بحملة معادية للمغرب داخل أروقة هيئة الأممالمتحدة ويصر على تحديد تاريخ استفتاء تقرير المصير بالأقاليم الصحراوية. يُذكر أن موقف الاتحاد الإفريقي يعيق جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل للنزاع، يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، ويسهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني وإقليمي، وهو ما دفع المغرب إلى رفض أي تدخل، كيفما كان شكله، للاتحاد الإفريقي في قضية الصحراء، بسبب مواقفه المعادية للمغرب، والتي تتجسّد في تبنيه أطروحات جبهة البوليساريو المدعومة من قبل الجزائر، فضلا عن أن مسلسل المفاوضات حول قضية الصحراء يخضع بشكل حصري لإشراف هيئة الأممالمتحدة.