الفضيحة الجديدة التي تفجرت في سوق الجملة للخضر والفواكه، والمتعلقة باستعمال أفرنة خارج القانون لإنضاج أطنان من الخضر والفواكه قبل موعدها، تسائل السلطات المحلية ولجان المراقبة، بالنظر إلى ما تشكله هذه العملية من تهديد لصحة البيضاويين والمغاربة على العموم. المعطيات الأولية تكشف أن أصحاب المحلات، الذين يعمدون إلى إغراق السوق بخضر وفواكه غير ناضجة نظرا إلى رخص ثمنها، لا يراعون الكميات المستخدمة من الغاز وفترة الإنضاج ودرجة الحرارة المعمول بها، لأن العملية تتم إجمالا بشكل غير قانوني وغير مرخص به. ما يحدث في سوق الجملة بالبيضاء هو شبيه، نوعا ما، بما وقع بمجازر المحمدية منذ شهور، حيث كان بعض الجزارين يقومون بذبح أبقار مريضة ويسوقونها بطريقة مباشرة كلحوم أو غير مباشرة بتحويلها إلى مشتقات لحوم، وهو أمر بالغ الخطورة، لأنه يقلب جميع المفاهيم لدى السلطات الصحية والمستهلكين، بالنظر إلى أنه يتم ذبح أبقار غير صالحة للاستهلاك داخل مجازر عمومية وختم لحومها بأختام المصالح البيطرية. إنه من غير المقبول أن تنهار ثقة المواطنين في مرافق الدولة، وعلى رأسها المجازر وأسواق السمك وأسواق الجملة للخضر والفواكه، لأنه من المفروض أن تكون هذه المؤسسات ضامنة للجودة ولحماية المستهلك وليس العكس. وبالتالي، فالسلطات مطالبة بالضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المتاجرة بصحة المغاربة لأن التعامل بتساهل مع هؤلاء سيكلف ميزانية الدولة ملايير الدراهم في توفير العلاج لآلاف المرضى الذين كل ذنبهم أنهم تناولواخضرا أو لحوما أو أسماكا فاسدة.