مباشرة بعد قرار «إبعادها» عن المركز الصحي في بلدة «بزملان» بدائرة «تاهلة» بنواحي تازة، اضطرت المواطنة «عزيزة للالي»، ذات ال34 سنة، إلى وضع مولودها الرابع في «الشارع العام»، بمساعدة نساء من القرية أطلقن زغاريد في «الهواء الطلق» بعد انتهاء محنة السيدة بوضع رضيعة لقبت محليا ب»ابنة المنجورة»، في إشارة إلى أن عملية الوضع تمت على قارعة الطريق. الحادث الذي أغضب سكان المنطقة يعود إلى 21 شتنبر الجاري، أعاد إلى الأذهان معاناة المواطنين في نواحي تازة إلى الواجهة، حيث قال مصطفى خطار، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن هذا المركز الصحي الذي تم تدشينه حديثا لا يتوفر سوى على ممرضة مداومة. ويضطر المواطنون إلى التوجه إلى بلدة «تاهلة» ل«رؤية» الطبيب الوحيد في النواحي، قبل أن يحالوا على المستشفى الإقليميلتازة، ومنه إلى المستشفى الجامعي لفاس، حيث يصطدمون بواقع الاكتظاظ، جراء ضعف خدمات المراكز الصحية والمستوصفات والمستشفيات الإقليمية في مختلف مدن وأقاليم الجهات المحيطة. وذكرت المصادر أن السيدة الحامل، والتي أثارت حالتها موجة من الاستياء بعد نشر فيديوهات تؤرخ لقصتها، سبق لها أن توجهت إلى المركز الصحي، بعدما أحست بوجع في البطن، وتمت إحالتها على قسم الحوامل في المستشفى الإقليميلتازة، لكنها عادت أدراجها إلى البلدة، بعدما أجريت لها «فحوصات» وتبين للأطقم التي شخصت حالتها بأن أوان ولادتها لم يحن بعد. وبعد مرور يومين، عادت بها أسرتها إلى المركز الصحي، بعدما عاد الوجع من جديد، وعندما استقبلتها الممرضة المداومة على مضض، أخبرتها بأن الوجع عابر، وبأنه لا علاقة له بوجع الولادة، وأسرعت الممرضة في إحكام إغلاق المركز الصحي. ولم تسر السيدة سوى بضعة أمتار خارج المركز، حتى افترشت الأرض لوضع مولودها، وهي محاطة بمجموعة من نساء القرية، ما أثار موجة استياء في صفوف السكان الذين رحبوا بتدشين بناية المركز الصحي، قبل أن يتضح بأن البناية لم تغير في الوضع الصحي في البلدة أي شيء، وبأن المنطقة تحتاج إلى تجهيزات طبية، وإلى أطر طبية. واستنكرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (فرع تاهلة) ما أسمته ب»الاستهتار» بحياة النساء الحوامل، وطالبت وزارة الصحة بفتح تحقيق في وضع المواطنة «عزيزة للالي» لمولودها خارج أسوار المركز الصحي «بعد طردها من المركز بقرية بوزملان، جماعة أيت سغروشن، إقليمتازة».