في خطوة تصعيدية، شنت الشبيبة الاستقلالية هجوما لاذعا على محمد حصاد، وزير الداخلية في حكومة عبد الإله بنيكران، مطالبة برأسه، على خلفية اتهامه لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال ب«ابتزاز» الدولة. وسارعت شبيبة حزب علال الفاسي، بعد أن تفادت اللجنة التنفيذية للحزب إعلان تضامنها مع شباط، إلى إعلان نصرتها لهذا الأخير، عبر بيان ناري هاجمت فيه وزير الداخلية، مطالبة إياه بتقديم الأدلة على صحة ما أسمتها ادعاءاته بشأن ابتزاز شباط للدولة والسعي للمس بالاستقرار أو تقديم استقالته. وكان لافتا في بلاغ الشبيبة، الذي صدر عقب اجتماع مكتبها التنفيذي أول أمس الاثنين، إدانتها لما أسمته «الأساليب المقيتة»، التي تبتغي المس بمصداقية العمل السياسي والحزبي، مطالبة وزير الداخلية، «ومن أوعز إليه ليتفوه بهذا التصريح، الكاذب والمتحامل، والمرفوض، احترام ذكاء الشعب المغربي، والكف عن محاولة التحكم في الأحزاب السياسية والمس باستقلالية قراراتها». شبيبة حزب الاستقلال قالت إن إحجام وزير الداخلية عن التواصل بشفافية مع الرأي العام، حول المنسوب إليه، وتقديم أدلته على تصريحاته، يفرض استقالته أو إقالته الفورية، وذلك صيانة لحرمة العمل السياسي، مشيرة إلى أن «انتخابات الجماعات الترابية، وما أعقبها من وقائع، كشفت مجددا عن استمرار وجود قوى التحكم والاستبداد، التي تسعى إلى الهيمنة على المشهد السياسي، وتدمير الأحزاب الوطنية الديمقراطية، وهو الأمر الذي يتطلب تأسيس كتلة تاريخية لمواجهة السلطوية». من جهة أخرى، كشفت مصادر استقلالية مطلعة أن بعض قيادات الحزب تفكر جديا في مغادرة الحزب والرحيل عنه، في ظل الأوضاع التي وصل إليها والهزة التي تعرض إليها منذ فشل شباط في الحفاظ على عمودية فاس وما تلاها من اتهامات لوزير الداخلية له بابتزاز الدولة، مشيرة إلى أن أسماء بارزة، خاصة في اللجنة التنفيذية، تبحث خيار الرحيل الذي سيكون بمثابة هزة للحزب، وقد يخلف حركية تخرجه من المأزق الذي وصله في الوقت الراهن مع القيادة الحالية. إلى ذلك، اعتبرت مصادر «المساء» أن 17 أكتوبر المقبل، موعد عقد المؤتمر الوطني للحزب، لن يمر بسلام على الاستقلاليين، خاصة في ظل التمسك الشديد، الذي يبديه شباط مدعوما بأنصاره وبنحو 200 عضو أغرق بهم برلمان الحزب، بالبقاء على رأس الحزب مهما كان الثمن، مقابل إصرار خصومه ومعارضيه داخل اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني على الإطاحة به والتخلص منه، بعد أن لاحت الفرصة لذلك إثر نكبته الانتخابية واتهامه بابتزاز الدولة الذي جر عليه غضب العديد من الجهات في الدولة. وكان شباط نجح، مؤقتا، في نزع فتيل غضب الاستقلاليين عليه، بعد أن أعلن خلال اجتماع اللجنة التنفيذية، المنعقد مساء الجمعة الماضي، عن عزمه تقديم استقالته إلى المجلس الوطني الذي تقرر عقده في 17 أكتوبر المقبل، والدعوة إلى مؤتمر عام للحزب، حددت مصادر من الحزب موعده في بداية السنة المقبلة بعد انتخاب لجنته التحضيرية خلال انعقاد برلمان الحزب.