انتقد حزب الاستقلال بشدة طبيعة ونوعية الأفلام السينمائية المغربية التي تعرض في القاعات السينمائية، مؤكدا أنها لا تحترم الذوق الفني، ولا الأخلاق، وتتضمن عبارات مشينة لا يمكن سماعها في الشارع من قبل البعض، فبالأحرى في قاعات الفن السابع. وقال النائب عمر احجيرة، من فريق حزب الاستقلال، مساء أول أمس، بمجلس النواب، موجها سؤاله لوزير الاتصال، إنه حتى عناوين تلك الأفلام مثيرة للغاية، لكونها تضحك على ذقون المشاهدين، وتمس بالقيم الدينية السمحاء، وتفتقر إلى روح الإبداع، مشيرا إلى أن حزبه يشجع الإبداع السينمائي الهادف. وأكد احجيرة أن أول من يتضرر من طبيعة تلك الأفلام الهابطة، هي الأسر، التي جرت العادة أنها تذهب إلى دور السينما أسبوعيا لمشاهدة الجديد، فإذا بأفرادها يسمعون كلاما بذيئا وكأن السينما بالمغرب يجب أن تكون ناقلة لكلام الشارع حرفيا، يقوله كل شخص، حتى لو كان معتوها، مضيفا أن تلك الأفلام لا توجه أي رسائل مفيدة، تساهم في رفع مستوى الذوق الفني لدى المغاربة، وتربيهم على ضرورة مواجهة الطوارئ بحكمة ورزانة، متسائلا عما إذا كان المغرب يفتقر إلى لجنة تقوم بتقييم منتوج الأفلام قبل التأشير عليها، لعرضها في دور السينما. وذكر احجيرة من بين الأفلام السينمائية المخلة بالآداب والأخلاق، الفيلم السينمائي المغربي «حجاب الحب» ، مبرزا أنه ضحك على المغاربة وعلى دينهم، وعلى تربية أطفالهم، مستغربا كيفية الترخيص لمثل تلك الأفلام التي لا تساهم في تطور وإشعاع المغرب عالميا. ومن جهته، قال خالد الناصري، وزير الاتصال، إنه يشاطر رأي فريق حزب الاستقلال في الدفاع عن القيم الوطنية المشتركة، وفي غيرته على الإبداع الهادف، وهو ما يجب أن يصل إليه الفن المغربي، موضحا أن الإبداع السينمائي المغربي مر بمراحل وشهد تطورا في مجال الصناعة السينمائية من حيث التكوين، وقدم له الدعم المادي والمعنوي، على أساس أن لكل مجتمع مرجعيات يجب المحافظة عليها. وأكد الناصري وجود هيئة مراقبة تمنح التأشيرة للأفلام السينمائية قصد عرضها على دور السينما، وتتكون من المركز السينمائي المغربي وممثل عن وزارة الاتصال والثقافة وغرفة الموزعين ومستعملي القاعات، وتسهر أسبوعيا على متابعة محتويات الإنتاج الوطني والأجنبي. بيد أن الناصري أوضح أن هناك ترتيبا لأربع خانات، فهناك الأفلام المباحة لكل أنواع الجمهور، وهناك من يمنع عليه مشاهدتها دون سن 12 عاما، وخانة أخرى تهم عدم المشاهدة دون سن 16 سنة، وهناك من تمنع أصلا من التداول ، وهي كثيرة، مضيفا أنه يحبذ عدم ذكر عددها ولا أسمائها حتى لا يساهم في إشهارها. وقال الناصري بهذا الخصوص:» نحن لسنا بلاد السيبة، فهناك كما في جميع دول العالم، معايير فنية، يجب أن تحترم، ومرجعية وهوية مشتركة لا يمكن تجاوزهما، وفي هذه الحالة تم منع أفلام سينمائية بالمغرب، ولا يمكنني تقديم المزيد من التفاصيل في هذا الشأن، لأنني سأسدي لها خدمة إن ذكرت عناوينها». وعقب النائب احجيرة على الوزير الناصري قائلا: « إننا نتفق أننا لسنا في بلد السيبة، وهناك هيئة مراقبة، وأنا أعتقد أن الأمر لا يتعلق بسن 12 أو 16 سنة ، ولكن بخطورة ترويج أفكار وكلام مسيء للتربية والقيم، وفي هذه الحالة لا يمكن سماع ذلك الكلام حتى لو كنت في سن 40 أو ما فوق ذلك، فتلك الأفلام تمس بمشاعر الشعب المسلم، ولا يمكن قبول الميوعة، لأننا تربينا على الأخلاق و«الحشومة». ورد الناصري بدوره: «أتفق معك، والأمر معقد للجمع بين حرية الإبداع واحترام الضوابط الأخلاقية، وهما غير متناقضين، بل متكاملين».