فجر محمد حصاد، وزير الداخلية، خلال انعقاد المجلس الحكومي، أول أمس الخميس، قنبلة من العيار الثقيل، حينما اتهم حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال، بمحاولة «ابتزاز» الدولة. وكشفت مصادر من الأغلبية الحكومية أن وزير الداخلية أحدث زلزالا سياسيا قويا، حينما كشف من خلال تقرير قدمه أمام رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وباقي الفريق الحكومي، عن «ابتزاز» زعيم الاستقلاليين للدولة من أجل الظفر برئاسة جهة فاسمكناس، مشيرة إلى أن المسؤول الحكومي كشف أن شباط هدد الداخلية بإثارة الفوضى في مدينة فاس في حال لم تساعده على الوصول إلى رئاسة جهة فاسمكناس، التي كان ينافسه عليها امحند العنصر، وزير الشباب والرياضة، وأمين عام حزب الحركة الشعبية. وحسب ما تسرب من اجتماع المجلس الحكومي، فإن شباط طالب وزير الداخلية بأن تقوم الدولة بالضغط على حزب التجمع الوطني للأحرار من أجل التصويت لصالحه وليس لمرشح الأغلبية، وهو الطلب الذي رفضه حصاد جملة وتفصيلا، مؤكدا أن الدولة لا تتدخل في العملية الانتخابية لفائدة فريق سياسي ولا في تحالفات الأحزاب، وأنها لا ترضخ للابتزاز. وفي الوقت الذي التزم فيه زعماء الأغلبية كما شباط، الصمت، رافضين التعليق على ما وقع، توقعت مصادر حزبية أن يكون للزلزال الذي أحدثه التقرير هزات ارتدادية على المشهد الحزبي، وخاصة على البيت الاستقلالي، حيث يبدو أن شباط في موقع لا يحسد عليه بعد أن توالت النكبات عليه. من جهة أخرى، كشف مصدر استقلالي مطلع، أن شباط طيلة رحلته من فاس إلى الرباط، من أجل عقد اجتماع اللجنة التنفيذية يوم الأحد الماضي، لاتخاذ قرار فك الارتباط بحزب الأصالة والمعاصرة، كان على اتصال مباشر بوزير الداخلية، مشيرا إلى أن المكالمة التي جمعتهما طالت لنحو الساعتين، قبل أن يستأنف المكالمات معه ومع أطراف أخرى حين تواجده بالمركز العام لحزب الاستقلال، قبل اتخاذ قرار فك التحالف مع «البام»، وإعلان المساندة النقدية لحكومة بنكيران والتصويت لصالح مرشحيه في انتخابات رئاسة الجهات. إلى ذلك، ينتظر أن يكون اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب علال الفاسي، المنتظر أن يكون تم عقده مساء أمس الجمعة، ساخنا في ظل الغضب الذي يسود داخل قيادة الحزب، بعد التغيير المفاجئ في تحالفات الحزب، دون استشارة باقي أعضاء اللجنة، وعدم تقديم الأمين العام للحزب استقالته بعد نكبة 4 شتنبر. وفي الوقت الذي قال فيه قيادي في اللجنة التنفيذية، في اتصال مع «المساء»: «في حال صح ما تم تداوله بشأن ابتزاز الدولة، يكون الرجل قد تجاوز الحدود وأن الأمور يتعين أن تحسم داخل الحزب»، اعتبرت مصادر حزبية متابعة للشأن الاستقلالي أن خروج وزير الداخلية لتفجير قنبلة «ابتزاز» شباط للدولة إشارة واضحة من الدولة إلى أن العمر الافتراضي لشباط قد انتهى، وبعبارة أدق: سالاو منو»، وهو ما يفسر انقلاب القيادات الاستقلالية على قرارات أمينهم العام ليلة انتخابات رئاسة الجهات.