تخلط كثير من النساء بين الحزن الناجم عن حالة نفسية مرتبطة بحدث وزمن معين، وبين الكآبة كمرض قائم بنفسه، ومن هنا يجب أن نتوقف قليلا للتحدث عن أعراض الكآبة للتمييز بينها وبين مشاعر الحزن والقلق الآنية. إن أهم أعراض الكآبة التغيرات في التفكير، حيث نلاحظ عند مرضى الاكتئاب، صعوبة في التركيز، وصعوبة في اتخاذ القرارات أو تذكر الأشياء . كما أن الأشخاص المكتئبون يفكرون بطريقة متشائمة، ويرون أنهم غير مرغوب فيهم، يسيؤون، وأن مستقبلهم مظلم، ويتخيلون أشياء سيئة جداً ويحملون أنفسهم اللوم على ما حدث . ويعتقدون بأن الحياة لا تستحق أن يعيشوها . وهذه الحالة تختفي طبيعيا عندما تتحسن حالة مريض الكآبة . أما الأعراض الفيزيائية فهي قلة النوم والاستيقاظ في الساعات المبكرة وعدم القدرة على مواصلة النوم . وفقدان الشهية وفقدان أو زيادة الوزن، بالإضافة إلى ضعف القدرة الجنسية . والمرضى غالباً ما يشتكون من آلام مستمرة أو من الشعور بالقلق أو تطور الجروح . أما التغيرات في السلوك فتتجلى في القدرة على الاستمتاع بالحياة، ذلك أن أعراض القلق، وصعوبة التركيز والمعاناة غالبا ما تصبح واضحة حيث يتخلى المريض عن أعماله وأداء وظائفه . الحقيقة أنه لا يوجد سبب واحد للكآبة . فهناك أسباب مختلفة تجتمع مع بعضها البعض لإحداث الكآبة . والكآبة قد تظهر وتستمر نتيجة للعامل الوراثي، مثل بعض النساء اللواتي يكن معرضات للكآبة أكثر من غيرهن وذلك بسبب ظروف المعيشة المحيطة بهن، أو عند النساء اللواتي يعانين من مشاكل تتعلق بتنشئة أطفالهن، أو المنعزلات اللائي لا يجدن أي دعم من الآخرين، واللائي تكون لديهن قابلية لتطور الكآبة . وكذا وجود تجارب غير سارة في الطفولة كالتفكك الأسري والتعرض للعنف والانحراف، إضافة إلى ذلك فان الكآبة غالباً ما تأتي من التجارب الفاشلة في مختلف مراحل حياتهن، مثل الفشل في بناء العلاقات الاجتماعية، أو فقدان الحب أو الوظيفة . بالنسبة لعلاج الكآبة, فإنه يكون إما بالتحدث إلى الاستشاري أو المعالج ( علاج نفسي ) أو بأخذ الأدوية المضادة للاكتئاب . والربط بين العلاج بالأدوية والعلاج النفسي يؤدي إلى أفضل النتائج في حالة المعاناة الشديدة من الكآبة . والفائدة من الأدوية هي أنه لا حاجة للجلوس والتحدث مع المعالج لساعات طويلة، ولكن الضرر منها يكمن في أنه قد تؤدي إلى الإدمان أو التعود عليها وأيضاً لما لها من أعراض جانبية . و يوجد هناك عدد مختلف من أنواع الأدوية والعلاج النفسي، لذلك من المهم اللجوء إلى المتخصصين لاختيار طرق العلاج المناسبة . ولقد أثبتت بعض العلاجات نجاحها أكثر من غيرها مثل «أدوية مضادات الكآبة» و «العلاج السلوكي» لما لهما من قدرة على التخلص من الكآبة خلال 3 - 4 أسابيع، حيث يستمر أثرهما العلاجي خلال 3 - 6 شهور . كما تبين أن التمارين الرياضية لها تأثير فعال في علاج الكآبة.