حذر «كسابة» مغاربة من حبوب تسمين الأضاحي، التي يتم استعمالها من طرف بعض الفلاحين لزيادة وزن الأغنام حتى يتم بيعها بثمن مرتفع في الأسواق الأسبوعية، مؤكدين أن لهذه الحبوب آثارا على صحة الإنسان والحيوان، خاصة الحبوب المخصصة للاستعمال البشري كحبة «دردك»، التي يؤكدون أن بعض الكسابة أصبحوا يستعملونها من أجل تسمين الأَضاحي دون الاكتراث لصحة المستهلك. وفضح الفلاحون غياب حملات المراقبة الصحية من لدن المصالح البيطرية للتأكد من جودة المواشي وحمايتها من الأمراض، فضلا عن غياب الأدوية الخاصة بالأغنام والأبقار، متسائلين عن السبب الذي يجعل مصالح وزارة الصحة تهمل المناطق الجبلية، علما، يضيف أحد الكسابة، أن هذه المناطق معروفة بجودة قطيعها، رغم الصعوبات والإكراهات التي يواجهها مربو المواشي بها. فبمنطقة تقاجوين بميدلت لم يخف الكسابة معاناتهم «المريرة» بسبب غلاء أسعار الأعلاف، ما يجعلهم يتحملون عبء إطعام الماشية من ميزانيتهم الخاصة في ظل عدم استفادتهم من الدعم الذي تخصصه الدولة، والذي يستفيد منه «الكسابة» الكبار، يؤكد الفلاحون، مع حرمانهم منه في ظل ظروف مناخية صعبة يتحملونها كل سنة بسبب التساقطات الثلجية، وموجة البرد القارس التي تجعلهم يعتزلون العالم لستة أشهر تقريبا. ومن بين الصعوبات، أيضا، معاناتهم خلال هذه الفترة مع التنقل لبيع المواشي، بسبب وعورة المسالك وصعوبتها، مؤكدين أن وسيلة النقل الوحيدة هي الدواب، معاناة يؤكدون أنها تستمر طيلة السنة، نظرا لحاجة الماشية إلى الكلأ. وحذر أحد الكسابة المواطنين من من أسماهم «السبابة»، وهم من يشترون الخرفان بثمن بخس ويعيدون بيعها من جديد بعدما تكون قد حقنت بأدوية للتسمين، كحبة «دردك»، المعروفة في شمال المملكة وجنوبها، يضيف المتحدث، مؤكدا أن منطقة الأطلس المتوسط مازالت في منأى عن هذه الأدوية لبعدها الجغرافي من مناطق توزيعها، مضيفا أن تلك الحبة تمكن من ازدياد وزن الخرفان في ظرف وجيز. وللحديث عن المراقبة التي تقوم بها المصالح البيطرية للتأكد من جودة الأضاحي، أكد نبري سعيد، وهو طبيب بيطري، أن فترة عيد الأضحى تعرف تنقلات كثيرة للماشية، مما يتسبب في انتشار الأمراض المعدية بين القطعان، موضحا أن المصالح البيطرية تقوم بجهود كبيرة لمراقبة الأسواق في ظل الإكراهات التي يعانيها الأطباء من نقص في الإمكانيات والموارد البشرية واللوجستيكية. وفي ما يخص استعمال الأدوية لتسمين الأضاحي، أوضح المتحدث ذاته، أن بعض الفلاحين قد يستعملون حبوب التسمين الحيوانية الفاتحة للشهية، وقد يستعملون أدوية علاجية لأمراض تصيب المواشي، ينصح بأن لا تذبح إلا بعد مرور 15 يوما، نافيا أن تكون المصالح البيطرية قد ضبطت حالة تسمين عن طريق استعمال الحبوب المعروفة باسم «دردك» والمخصصة للاستعمال البشري كمضاد للالتهاب. وأكد المتحدث على ضرورة التنسيق بين مختلف الجهات على الصعيد الوطني سواء كانوا مواطنين أو مجتمع مدني في حال ضبط حالات من هذا القبيل، مؤكدا أن مثل هذه»الإشاعات» تخلق البلبلة في صفوف المواطنين وتربك تفكيرهم.