أحمد الحضاري عرف تحالف العدالة والتنمية والاستقلال بأسفي جدلا واسعا على المستوى الوطني، بسبب إعلان أمناء الحزبين السياسيين رفضهما لأي تحالف يجمع كلا الاتجاهين. وتسبب تصريح لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال ندوة صحفية بالمقر المركزي بمدينة الرباط، ألمح فيه إلى ضرورة تأشير الأمانة العامة للحزب على أي تحالف يضم أحزابا من المعارضة، في تخوف لدى قاعدة الحزبين والمتعاطفين معهما، من نسف التحالف، الذي علق عليه سكان المدينة أمالا كبيرا. وسبق أن أصدر حزب العدالة والتنمية، الذي حصد 23 مقعدا من ضمن 55 بالجماعة الحضرية لأسفي، وحزب الاستقلال، الذي حصل على 10 مقاعد، فجر يوم إعلان نتائج انتخابات 4 شتنبر 2015، بلاغا إلى الرأي العام الوطني والمحلي، يعلنان فيه عقد تحالف يعطي رئاسة الجماعة الحضرية لوكيل لائحة «المصباح». واستغل حزب الأصالة والمعاصرة، الذي احتل المرتبة الثانية، وحصل على 12 مقعدا فرصة تصريح الأمين العام للعدالة والتنمية من أجل إعادة طرح نفسه بديلا للتحالف مع الاستقلال، حليفه في معارضة الحكومة. وذكرت مصادر مطلعة أن قيادة حزب إلياس العماري بأسفي، رفقة حزب الحركة الشعبية، والاتحاد الدستوري يجتمعون ببيت أحد الأعضاء البارزين بلائحة «التراكتور» من أجل العمل على زعزعة تحالف «المصباح» و»الميزان». وحسب معلومات دقيقة حصلت عليها «المساء» فإن قياديين بحزب «البام» بأسفي اتصلوا بأمين الحزب قصد التدخل لدى شباط من أجل توقيف التحالف بأسفي. وعلمت «المساء» أن محاولة استمالة وكيل لائحة «الميزان» لفك تحالفه مع «البيجيدي» باءت بالفشل، رغم طرح إمكانية استقالة أعضاء من لائحة «الجرار» يٌعتبرون خطا أحمر لدى استقلاليي أسفي. وفي الوقت، الذي رفض أكثر من قيادي بحزب العدالة والتنمية اتصلت بهم «المساء»، التعليق، معتبرين أنهم غير مجبرين على الدخول في النقاشات، التي تتناول الموضوع، أعرب قيادي كبير بحزب «الميزان» بأسفي، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح خص به «المساء» عن تشبث حزبه محليا بقرار التحالف مع العدالة والتنمية، لأنه «في مصلحة المدينة، ويلبي رغبة سكانها، التي طالبوا بها»، مضيفا أنه «لا يهمنا ما يروج من أخبار حول تزعزع التحالف، الذي تم بين الحزبين، ووثق ببلاغ وقعه قياديون إقليميون، وأحسن جواب على ما يروجه رموز الفساد، هو دخول مرشحي الحزبين إلى قاعة الاجتماع يوم التصويت على رئاسة المجلس، وهم يأخذون بأيدي بعضهم». إلى ذلك كشف مصدر حقوقي وجمعوي، تحدث إلى «المساء» أن «محاولة زعزعة التحالف، الذي حصل بين أنصار بنكيران وشباط يضر بمدينة أسفي، التي تعرضت عقودا من الزمن إلى التهميش». وقال «إذا ما تم وأد هذه التجربة، فإننا مستعدون لإخراج السكان للاحتجاج، وتوقيع العرائض لإدانة التراجع عن تلبية مطالبهم».