وابل من الاتهامات وجهها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى الأمين العام لحزب الاستقلال وعمدة فاس، وإلى إلياس العماري، الوجه الثاني في حزب الأصالة والمعاصرة، دون أن يسلم مصطفى البكوري، الأمين العام للحزب ذاته، من «شظايا» هذه الاتهامات، حيث نعته بنكيران بالدمية والكركوز، ودعاه إلى العودة إلى عالم الأعمال، حيث كان ينعم بالحرير والذهب والفضة، عوض أن يرغب في أن يكون زعيما في ستة أيام بدون معلم، على حد تعبير بنكيران، بينما الزعامة السياسية تأتي بالعمل بالليل والنهار وحضور المؤتمرات واللقاءات والمظاهرات والمسيرات، والمرور من تجربة الاعتقال والتعذيب، يضيف بنكيران، وهو يتحدث إلى أكثر من 20 ألف شخص حضروا تجمعه الجماهيري مساء أول أمس الاثنين بالمركب الرياضي بفاس، دون تسجيل أي حادث تسلل ل»المشوشين»، حسب تعبير أعضاء حزب العدالة والتنمية. بنكيران نعت إلياس العماري بالعفريت تارة وبالشيطان تارة وبالأفعى تارة أخرى، قبل أن يقول إنه يسير الحزب الذي ينتمي إليه كأنه يسير عصابة وليس حزبا سياسيا. وأضاف، وهو يوجه مدفعيته الثقيلة نحو شباط، بأن العماري هو من أوحى له بالانسحاب من حكومته، بعدما «وسوس» له بأنه سيكون رئيسا للحكومة. الأمين العام لحزب العدالة والتنمية اتهم أيضا عمدة مدينة فاس بالارتشاء، وأضاف بأنه يدق أبواب المستثمرين للحصول على نسب تتراوح ما بين 8 و10 في المائة في مشاريع تقدر بالمليارات، مما دفع عددا منهم إلى مغادرة المدينة، وقال إن الرشوة سبب من أسباب الإرهاب، والظلم الاجتماعي والإجرام. وحمل مسؤولية تنامي الإجرام بالعاصمة العلمية لعمدتها. فيما سخر من وعود سبق لشباط أن أطلقها، ومنها الشاطئ الاصطناعي و»برج إيفل»، قبل أن يتهمه بالكذب والجهل والخلط بين الأشياء. وعاب بنكيران على هؤلاء السياسيين عدم قدرتهم على عقد تجمعات جماهيرية في مختلف مناطق المغرب، وقال إنهم سينتظرون طويلا حتى تتراجع شعبية حزب العدالة والتنمية، ويغادر مجالات تحمل المسؤولية في تدبير الشأن العمومي. أنصار بنكيران ظلوا يتابعون هجوماته القوية وهم يهتفون بشعارات ضد العمدة شباط، دون أن يسجل التجمع أي حالة «تسلل» لأي «مشوشين».