كان ليلتها نجم مراكش ونجم كل المغاربة، سار على البساط بكل النخوة المغربية، فمنح الدرس لمن خان بعد الاغتراب، كان يبحث عن تقبيل أيدي النساء المغربيات الأصيلات، وكان يبحث في ابتسامة الطفل الصغير عن شيء جميل في ذلك الطفل. وكان يقول لمن هو عاشق للشهرة إن المغرب قادر على خلق النجوم الذين وصل بعضهم إلى العالمية. هو سعيد التغماوي في ليلة الاحتفاء به في مراكش ضمن الدورة التاسعة لمهرجان مراكش للسينما. «كم أنا سعيد أن أتواجد في أرض أجدادي وأن أكرم في بلدي الأصلي، هذا شرف لي، وأتمنى أن أخدم بلدي في مجال اشتغالي، أريد أن أقول إن من حق أي مغربي أن يحلم، شريطة أن يتشبث هذا الفرد بالتريث وعدم حرق المسافات»، بهذه الكلمات عبر الممثل المغربي الهوليودي عن تعلقه بالمغرب. تحدث عن الغربة والزواج من مغربية وارتباطه بالتقاليد المغربية والطقوس المرتبطة بالأعياد، وتحدث التغماوي عن شيء خاص في قلبه اسمه المغرب. تحدث عن المشاريع السينمائية الجديدة، وتمنى أن تنتج أفلام تتمتع بالقوة والمغامرة تكون قادرة على الحضور في المهرجانات العالمية الكبيرة والتنافس على الفوز ببعض الجوائز الشهيرة. وناقش سعيد التغماوي القضايا السياسية بما في ذلك الإرهاب والحجاب، ووصف مناقشة هذه القضايا في أوربا والعالم بالمغالطة، ودعا مقابل ذلك إلى ضرورة الفصل بين السياسة والسينما، رغم معالجة السينما للسياسة في بعض الأحيان. وانتقد بشكل مبطن تعامل بعض الدول الغربية مع الإرهاب، ورفض أن يوصف المسلمون أو العرب بالإرهابيين. وفي ما يتعلق بمشاريعه السينمائية المغربية، ذكر التغماوي أنه يحرص على أن ينتقي القصص التي تلامس القضايا المجتمعية الحقيقية. وأضاف أنه سيخوض تجربة مع كل من نرجس النجار ونور الدين الخماري، وعبر عن رغبته في الاشتغال مع أي مخرج مغربي بشرط أن تتوفر في العمل شروط الجودة والجِدة. وعن السر في نجاحه في نحت اسمه في الصفحات الذهبية للسينما العالمية، قال التغماوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي «إن السر في ذلك يعود بالأساس إلى «المثابرة والتضحية»، وشبه نفسه ب«صعلوك يتدثر بالسماء»، في إشارة إلى كثرة ترحاله، معبرا في الوقت ذاته عن رغبته في الاستقرار العائلي وفي الاستمتاع بطبيعة المغرب وجغرافيته الجميلة. وفي كلمة له بالمناسبة، قال المنتج عمر جوال، الذي سلم النجمة الذهبية للتغماوي، إن هذا الأخير «شاب مدهش على عدة مستويات»، و«أدى أدوارا مذهلة بفضل شغفه بالعمل وصقله لموهبته»، معتبرا أنه «مواطن عالمي، يرفع بشموخ قيم التسامح العالميةّ». وأضاف جوال، الذي اشتغل إلى جانب التغماوي بالخصوص في شريطي «مراكش إكسبريس» و«ويلكوم موقاديشيو»، أن تنوع أدوار التغماوي في العديد من الأفلام التي مثل فيها يجعل منه «شخصية فريدة ذات قيم إنسانية دون أن يغفل التشبث بجذوره الثقافية». يشار إلى أن سعيد التغماوي، المزداد بفيلبانت (فرنسا) سنة 1973 من أبوين مغربيين كان قد بدأ حياته ملاكما عام 1994 قبل أن تتضح مواهبه السينمائية من خلال جائزة عن دوره في فيلم «لاهين» (الكراهية) لماتيو كاسوفيتس الذي حاز على جائزة الإخراج في مهرجان «كان» عام 1995.