لا بد أن نحترم أنفسنا على الأقل وحتى داخل أنديتنا عندما تقاس بعض الوجوه بمعيار عمالقة العالم، إذ الفرق واضح بين كرة أوروبا وكرة المغرب اليوم، والفرق شاسع في الأسماء والصورة والمورفولوجيا والتكوين وغيرها من أبجديات الإحتراف·· ومن يقول أن لدينا مثل ميسي وبالاك وغزافي وإنييستا وغيرهم كثير من نجوم العالم في شكلهم التراتبي بدرجات التألق والأهلية في كل الخطوط فهو خاطئ، إذ ليس لدينا أي نفحة من هذا الإجتذاب المهاري الذي يعشقه الجمهور المغربي في البارصا والريال، وليس لنا لاعب مكتمل في السخاء الذي يمدك أصلا بعشق المتابعة الأسبوعية ليصبح أفضل لاعب مغربي في السنة، وأفضل لاعب بالمنتخب أيا كانت وظيفته الإستراتيجية بناديه، وما أعرفه في شق المقارنات أن زمن الكرة الذهبي بالمغرب ولى مع جيل الماضي الذي تبثه القناة الرياضية في مذكرات الأمس، عله يكون الأرشيف الوحيد لأجيال وجماهير اليوم، وما أعرفه أيضا أن اللاعب المغربي الأصيل انقرض مثلما انقرضت الديناصورات، وانقرضت الموهبة، وماتت المهارية، وبدا الأداء العادي مستشريا في كل ملاعب المغرب من دون أن تجد العصفور النادر الذي يغني مثل إبداعات الظلمي والمرحوم بيتشو ورقصات فرس واعسيلة وكثير منهم لا تعد أسماؤهم ولا تحصى داخل الأندية التي لها تاريخ كبير مع الإنجاب والولادات الموسمية للنجوم، وعندما ينقرض الإبداع داخل الأندية وينقرض التكوين القاعدي، ويموت رجل العين المجردة في ملاعب الأحياء لاختيار ملامح الإثارة الصغيرة للجيل الصاعد وعندما يغيب التأطير القوي لدى المكونين في القاعدة فلن نستبشر بقدرة الإنجاب والولادات إلا لمن له ثقافة الحصول على بطاقة إسم جديد في عالم اختراع الأجيال أو اختراع نجم أو مشروع نجم·· وهذه الثقافة غير موجودة لدى الأندية، لأن العقل المدبر لهذا الإكتشاف يبحث عن الصفقات المالية في سوق غنائم اللاعبين أيا كانت مواهبهم حتى ولو كان اللاعب يساوي أداءه مليون سنتيم، ويبيع فيه ويشتريه كسوق بضاعة· واليوم وبرغم تقدم الكرة وتطور التكوين بأبرز المدارس العالمية، أضحى النجم يساوي ميزانية مدينة عملاقة لأنه هو من يأتي بميزانيات كبيرة للأندية العالمية، ويغنيها مليون مرة لتعيش إلى الأبد·· وصناعة النجم هي شغل الأندية العملاقة بمقاس البحث عن الألقاب والمال والإشهار وثقافة العلاقات·· وعندنا في المغرب أندية متهالكة في تفريخ كتكوك ميسي وشيء من غزافي وإنييسطا ونفائح من كاكا وكاسياس وراوول وغيرهم من نجوم الكرة العالمية· عندنا أندية نحيلة مثل نحالة لاعبيها، ولم تعد قادرة على صناعة شيء من بودربالة والظلمي والتيمومي والبياز والزاكي وغيرهم من نجوم تاريخ الكرة المغربية، من جيل الجوهرة السوداء العربي بنمبارك الأقوى والأشهر من بيلي البرازيلي· وعندنا أندية تبيع الوهم وتقتل روح المبادرة حتى أمام أضعف الأندية الإفريقية·· وعندنا أندية لا تملك روح المبادرة الإحترافية بأقوى دلالات أن تكون هي الريال والبارصا، لأنه بكل بساطة، لدينا أندية رجالها مصنفون في خانات متعددة من الطفيليات وخانات الكلام المحشو بلغة سوق الدلالة في اللاعبين وخانات أخرى في الصراع والجدل مع الجامعة وباك صاحبي في كل شيء، وزيد وزيد من دون أن تجد فريقا كبيرا بمقاس الفرق العالمية، لأنه بكل بساطة لدينا مسيرون عبثيون وكرة عبثية، وأداء عبثي للاعبين في غياب أقوى دلالات أفضل لاعب مغربي اليوم في سوق الإنتقالات المغربية نحو الإحتراف بأوروبا· آسف جدا لأنني لا أجد شبيها لميسي ولاكاسياس وغيرهم كثير بالمغرب··وحشوما نقولو أنه لدينا كرة مغربية من بطولة مغربية ليس لها خلف وارث للنجومية·