لم يكن الإعلام الدولي المتخصص في ألعاب القوى الوطنية، ينتظر سباقا رائعا للعداء المغربي عبد العاطي إيكيدير، بل إن عدسات الكاميرا تجاهلت تقديم إيكيدير كمرشح قوي للصعود إلى البوديم، مكتفية بالجزائري توفيق مخلوفي والكيني كيبروب والعداء الأمريكي ماثيو سونترويتز. بدا إيكيدير واثقا منذ البداية أنه قادر على مفاجأة العداء الجزائري المخلوفي والكيني كيبروب، بل إنه قبل ليلة من السباق، اتصل بأفراد عائلته في المغرب طالبا منهم رفع أكف الضراعة إلى العلي القدير كي يساعده في بلوغ البوديوم. لم ينس إيكيدير زوجته التي عاشت معه السراء والضراء.، وكل من يعرف عبد العاطي يعرف الدور الكبير لزوجته التي تعتبر فأل خير عليه، بل يقول مقربون منه إنه في جميع السباقات النهائية التي كانت تحضرها، كان ينجح في بلوغ منصة التتويج. مباشرة بعد بلوغه السباق النهائي اتصل عبد العاطي إيكيدير بمسؤولي الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى طالبا منهم، مساعدة زوجته على الحضور إلى بكين على وجه العجل، كي تكون ضمن مسانديه في السباق نهائي. حضرت الزوجة، وبيدها علم وطني كبير، لأنها وثقت في زوجها الذي كشف لها قبل دقائق من بداية السباق قدرته على نيل الذهب، وهو ما أكده إيكيدير مباشرة بعد نهاية السباق:»كنت طامعا في الذهب منذ البداية كنت متأكد من إنني قادر على انتزاع الميدالية الذهبية من الجزائري توفيق مخلوفي والكيني كيبروب. آخر أمر كنت أتوقعه أن تكون الفضة أو البرونز من نصيبي، لقد كانت معنوياتي مرتفعة وكنت مركزا كثيرا في السباق.» وأضاف:»لولا الدفع والضرب الذي تعرضت له في آخر 300 م من قبل العداء الكيني لكنت صاحب الميدالية الذهبية. لقد ضايقني العداء الكيني مما حال دون بلوغي المرتبة الأولى. أعد الجميع بصورة جيدة في اولمبياد ري ودي جانيرو البرازيل 2016.» وختم إيكيدير تصريحه بالقول:»الحمد لله أنني أهديت المغرب والعرب ميدالية برونزية، فبرونزية خير من العودة بلاشئ». وتوصل عبد العاطي إيكيدير مباشرة بعد توشيحه بالميدالية البرونزية بشيك مالي مقدم له من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى قيمته عشرين ألف دولار. وكان الاتحاد الدولي، قد حدد قيمة الجوائز المالية لبطولة العالم 15 لألعاب القوى على أزيد من سبعة ملايين دولار. إذ حصل الفائزون على ميدالية ذهبية في المنافسات الفردية على 60 ألف دولار والفائزون بميدالية فضية على 30 ألف دولار مقابل 20 ألف دولار للفائزون بالبرونز. وتقل قيمة الجائزة تدريجيا حتى صاحب المركز الثامن الذي تبلغ قيمة جائزته أربعة ألاف دولار، وهو آخر مركز يمنح صاحبه جائزة مالية في السباقات الفردية. وبلغت قيمة الجوائز المالية لبطولة بكين سبعة ملايين و194 ألف دولار. منها جائزة مالية قيمتها 100 ألف دولار منحت لأي عداء يحقق رقما قياسيا عالميا جديدا. وسيحظى إيكيدير باستقبال كبير من قبل الجامعة الملكية لألعاب القوى فور وصوله أرض المملكة، إذ ينتظر أن يتوصل بشيك مالي مهم نظير إهدائه للمغرب ميدالية برونزية في بطولة العالم. ولقي إيكيدير تنويها خاصا من قبل الجمهور المغربي، بعد الجهد الذي بذله في سباق 1500 م حتى لا يعود المغرب خاوي الوفاض. ومكنت يميدالية إيكيدير المغرب من احتلال المركز الثاني والثلاثين عالميا، ليصبح ثالث أفضل منتخب عربي في البطولة، بعد كل من مصر وتونس. وشهدت بطولة العالم صحوة كينية، إذ تصدرت الترتيب العام للمرة الأولى في تاريخها لتنزع كرسي العرش من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وحصدت كينيا 7 ذهبيات و6 فضيات و 16 برونزية، وظهر تفوقها في مسابقات فردية قصيرة وتقنية كانت في الأمس القريب تخصصا أمريكيا أوربيا كما هو الحال في رمي الرمح و مسابقة 400 م . وستقام نسخة بطولة العالم المقبلة بلندن عام 2017 وبعدها في قطر 2019 ثم يوجين الأمريكية 2021. ايكيدير..رابع مغربي يحرز ميدالية في سباق 1500م أنقذ البطل العالمي عبد العاطي إيكيدير المشاركة المغربية من أن تخرج خاوية الوفاض من حيث الميداليات للمرة الخامسة و الرابعة على التوالي بعد أن استبسل وقاد بذكاء السباق النهائي لمسافة 1500 متر المثيرة في اليوم الأخير من منافسات النسخة 15 لبطولة العالم لألعاب القوى أول أمس الأحد بالملعب الوطني «عش الطائر» بالعاصمة الصينية بيكين. وقاوم عبد العاطي إيكيدير لوحده بعد إقصاء فؤاد الكعام من الدور الأول و ياسين بنصغير من نصف النهائي الترسانة الكينية التي نفذت خطة موحدة لإنهاك العدائين وإتاحة الفرصة لبطل العالم في آخر دورتين أسبيل كيبروب الذي كان في المركز الأخير لينطلق كالصاروخ في آخر 100 متر و يدخل في المركز الأول متبوعا بمواطنه مانانغوا بينما تراجع البطل الأولمبي الجزائري توفيق مخلوفي إلى المركز الرابع بعد أن خانته السرعة النهائية وكثرة تغيير إيقاع العدو. و أحرز إيكدير الميدالية البرونزية في سباق 1500م باحتلاله المركز الثالث بزمن قدره 3 دقائق و34 ثانية و67 /100 خلف الكيني أسبيل كيبروب (3 د و34 ث و40 /100) ومواطنه إيليا مانانغوي (3 د و 34 ث و63 /100). وقال عبد العاطي إيكيدير في تصريح صحفي عقب صعوده منصة التتويج «كنت أطمح لكي أنتزع المركز الأول و الميدالية الذهبية لا غير لكن الضغط الذي عشته بعد أن أصبحت البطل المغربي الوحيد المطالب بلصعود لمنصة التتويج فإن الميدالية البرونزية لتي أحرزتها في السباق النهائي لمسابقة 1500 تعتبر انطلاقة لتحقيق نتيجة أفضل في دورة ريو دي جانيرو الأولمبية الصيف المقبل». وأضاف «في الأمتار الأخيرة قاومت بشدة عودة الأبطال الكينيين الذين خططوا لكي تكون منصة التتويج كينية لكي أدخل في المركز الثالث و الحمد لله على هذا الأمر و علي أن أواصل العمل و التهييء في انتظار الإستحقاقات القادمة». ويعد إيكدير رابع عداء مغربي يحرز ميدالية في سباق 1500م ببطولة العالم في الهواء الطلق بعد سعيد عويطة (نحاسية في 1983) وهشام الكروج (فضية عام 1995 وأربع ذهبيات سنوات 1997 و1999 و2001 و 2003) وعادل الكوش (فضية عام 2005 ). يذكر أن إيكدير توج أيضا بطلا للعالم في 1500م داخل القاعة عام 2012 في إسطنبول، ووصيفا لبطل العالم عام 2010 بالدوحة، ونال نحاسية السباق ذاته في مونديال سوبوت ببولوينا عام 2014، فضلا عن تتويجه بالميدالية النحاسية في دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012). وكانت الميدالية الوحيدة التي أحرزها المغرب في تلك الدورة. وبفضل برونزية عبد العاطي إيكيدير التي منحت المغرب ست نقاط إضافية ارتقى المنتخب الوطني لألعاب القوى إلى المركز 20 في سبورة النقاط برصيد 15 نقطة حيث كانت البطلة الواعدة رباب العرافي التي دخلت في المركز الرابع لسباق 800 متر سيدات قد أضافت خمس نقاط بجاني أربع نقاط لكل من ابراهيم الطالب و نادر بلحنبل على التوالي باحتلالهما الرتبة السابعة في السباق النهائي لمسافتي 3000 متر موانع و 800 متر. واحتل المغرب المركز 32 في سبورة الميداليات التي تزعمتها لأول مرة كينيا بما مجموعه 16 ميدالية موزعة بين سبع ذهبيات و ست فضيات و ثلاث برونزيات متقدمة على جاميكا صاحبة المركز الثاني بينما تراجعت الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى المركز الثالث. وعرفت المشاركة المغربية في النسخة 15 لبطولة العالم لألعاب القوى تباينا في المستوى حيث كانت الإنسحابات من السباقات في الماراطون ذكورا و إناثا و 5000 متر و إقصاء من الأدوار الأولى مقابل صعود سبعة عدائين للمسابقات النهائية.