ازدادت فاطمة بانو، ب «حاجا»، بإقليم الصويرة، و تيحيحيت وهو لقبها الفني الذي تعرف به عليها الجمهور، لم يكتب للصغيرة أن تعيش طفولتها كباقي الصغار، كان قدرها أن تعيش تجارب مريرة، فقد وجدت نفسها يوما دون أن تدري متزوجة لرجل مسن كانت تناديه «با جدي»، كانت العادة في منطقتها كما هو الحال في مناطق أخرى بالمغرب أن يتم تزويج الفتيات وهن قاصرات.. رفضت الصغيرة بشدة أن يتزوجها رجل طاعن في السن، رفضت أن يتحول رجل كانت تعيش معه كأب إلى زوج بعقد زواج رسمي، وكان عليها أن تجرب الطلاق في سن مكرة أيضا.. وأصبح من غير الممكن أن تذكر فاطمة تيحيحيت دون أن تعرج على مسار حياتها الذي وصفته بالمرير.. تروي فاطمة بعضا من فصول الحكاية : «تزوجت من رجل عمره 60 سنة، ولم أكن اعرف أنه زوجي، فقد اخبرني والدي أن الرجل الذي سأعيش معه لا أولاد له وبأنني سأعيش معه كابنته وأنه سيعتني بي وسيهتم بتربيتي، فعشت معه خمسة أعوام دون أن أعرف أنه زوجي، وكنت أناديه "باجدي».. وحين كان الاستعداد لحفل الزفاف، رفضت فاطمة بشدة، وتم تطليقها بإحسان. لم تكتمل فرحة فاطمة بالخروج من قصة زواج مبكر، إذ تم تزويجها مرة ثانية من أحد أبناء عمومتها، فعاشت معاناة من نوع آخر، تحملت معها أصناف العنف والغيرة، وانتهت القصة بتطليقها بعد أن تم القبض على زوجها، الذي أنجبت منه ابنتها الوحيدة.. لكن معاناة تيحيحت لم تنته عند هذا الحد، فقد أصرت عائلتها على تزويجها مرة أخرى من رجل معاق.. فلم يكن مسموحا حينها لامرأة مطلقة أن تبقى في البيت دون زواج.. انتفضت فاطمة تيحيحيت، وسافرت إلى مدينة البيضاء، وعاشت حياتها بشكل آخر، اشتغلت في البيوت، وتكرر سيناريو المعاناة، قبل أن تنتقل إلى فقرة أخرى جديدة، إلى انطلاقة فنية من رح المعاناة، التحقت بفرقة الدمسيري، كان ذلك سنة 1983 ، وحين اكتمل نضجها الفني كونت فرقة موسيقية خاصة، وشقت لنفسها طريقا فنيا أمازيغيا وتعرف عليها الجمهور المغربي كواحدة من رائدات الغناء الأمازيغي بالمغرب، وأثرت ساحة الغناء الأمازيغي بأغان كثيرة. فاطمة تيحيحيت تملك ذاكرة قوية، تتذكر تفاصيل حياتها بدقة، وتتذكر أيضا أن أول أجر حصلت عليه هو 20 درهما اشترت بها بعضا من لباسها الفني الذي تعرف به عليها الجمهور المغربي. حصلت على 20 درهما اشترلأت بها لباس الرايسات