الخليجيون والعرب، عموما، يرون في المغرب الوجهة المثلى للسياحة الجنسية والدعارة، وأينما قطنت المغربيات، في دول أخرى، يكون في نظرهم، مقر سكناهن عبارة عن بورديلات سهلة الولوج، يكفي فقط دفع المال. هم أناس عادة ما يمارسون أبشع أنواع الاستغلال في حق فتيات لا يعرفن كيف يكسبن القوت اليومي إلا من خلال فروجهن، وهي عادة يبررنها بالفقر والحاجة. جميع من التقتهن «المساء» بعمان من فتيات يجمع بينهن قاسم مشترك يكمن في الفقر، ومعظمهن أتين من أحياء هامشية بمدن الدارالبيضاء أو الرباط أو مراكش وحتى مكناس وفاس وطنجة وطانطان... من حي مولاي رشيد الشهير على هوامش العاصمة الاقتصادية، خرجت «روعة» تبحث عن طريقة للوصول إلى الشرق، حيث المال والعمل مع زبناء الدرجة الأولى. «لم أسمع يوما بهذا الاسم في المغرب...»، قلت للشابة، فأجابت مبتسمة بالقول: «اسمي روعة في الليل وحليمة بالنهار...»، فأضفت سؤالا آخر: »ألم تحني إلى عائلتك؟». «بلى، لقد اتصلت بهم، وبعثت لهم ببعض المال من أجل شراء أضحية العيد...»، تجيب حليمة. وقد أكدت الفتاة، التي لا يتجاوز عمرها العشرين، أنها على رأس كل شهر تبعث لعائلتها ما يناهز 2000 درهم لمساعدتها على تدبر أمورها، وأن القسم الكبير من «مداخيلها» تخصصه لعائلتها ولسد مصاريف شقيقها الذي لازال يتابع دراسته الجامعية. «لدي أخت في أوربا تعينهم أيضا على تحمل تكاليف الحياة، راك عارف الواليدين والخوت هما اللولين...»، تضيف حليمة بنبرة حزينة. هذا حال معظم الشابات المغربيات هناك: ارتباط بالعائلة في المغرب وكد وصبر على الإهانة التي يتعرضن لها داخل كباريهات وشقق عمان من أجل توفير مال يتم تحويل القسم الأكبر منه إلى المغرب.