تشهد معظم قواعد الأحزاب، التي أعلنت مشاركتها في الانتخابات الجماعية المقبلة بالقنيطرة، غليانا كبيرا بعدما اضطرت قياداتها إلى الإعلان عن قوائم المرشحين للموعد المنتظر. وقالت مصادر متطابقة، إن ثورة المقصيين ومتذيلي اللوائح، بلغت أقصى درجاتها مع إعلان مئات الغاضبين شقهم عصا الطاعة على تنظيماتهم ومناصرتهم قوى سياسية أخرى، ما يهدد طموحات العديد من هذه الأحزاب التي نالت منها الفتنة، ويجعلها في مواجهة متاعب جديدة، عوض الانكباب على التحضير الجيد لهذه المحطة الانتخابية. فمن لا يملكون سوى كرامتهم وسجلهم الخالي من السوابق، تضيف المصادر نفسها، وجدوا أنفسهم في أسفل اللوائح، بعدما حسمت المفاوضات السرية التي تحكمت فيها لغة المال في أمر العشر الأوائل، وهو ما دفع عددا من الغاضبين إلى حزم حقائبهم في اتجاه أحزاب لا زالت تبحث عن المرشحين، هذا في الوقت الذي فضلت فيه مجموعة أخرى الانسحاب والابتعاد كليا عن السياسة. وتلقى حزب الحركة الشعبية صفعة قوية، بعدما قدم العديد من مسؤوليه استقالتهم من الحزب، معلنين التحاقهم الجماعي بحزب جبهة القوى الديمقراطية، بعدما تلقوا وعودا بالتموقع في المراتب الأولى لقائمة حزب «الزيتونة» التي ستخوض غمار الانتخابات الجماعية والجهوية في الرابع من شتنبر القادم. وكشفت المصادر، أن الدكتور مصطفى مشيش العلمي، القيادي البارز في حزب الخياري، الذي اختار رشيد أخناز، وكيلا للائحة الحزب بدائرة القنيطرة، أقنع أغلب الوجوه البارزة لحزب «السنبلة» بعاصمة الغرب، بالالتحاق بحزبه، بينهم أحمد الدحيم، عضو المكتب السياسي السابق للحركة الشعبية والرئيس السابق لجماعة «الساكنية» ومحمد الدحاني، الكاتب الإقليمي السابق للحزب نفسه، وعبد القادر بصار، عضو المكتب الإقليمي. كما استطاع البرلماني عبد المجيد المهاشي، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يتولى منصب رئيس لجنة الداخلية بالغرفة الثانية، استقطاب أسماء وازنة من أحزاب أخرى، وبوأها مراتب متقدمة ضمن اللائحة التي يتربع على رأسها، حيث منح المستشار الجماعي الحسين مفتي، العضو السابق بحزب العدالة والتنمية، مرتبة الوصافة، كما نجح في إقناع الاستقلالي محمد لمدك، عضو اللجنة المكلفة بالتعمير بمجلس القنيطرة، بالالتحاق بكتيبته التي تضم أيضا كلا من مصطفى بوهوش، الفاعل الجمعوي المعروف، وجعفر باعلي، العضو السابق بمجلس المدينة. أما المستشار البرلماني إدريس الراضي، الذي يصفه العديد من المتتبعين للشأن العام المحلي بمهندس الخريطة السياسية بجهة الغرب الشراردة بني احسن، فإنه لم يكشف بعد عن أوراق حزبه الاتحاد الدستوري، مفضلا التريث قبل الإعلان عن التشكيلة النهائية للائحة حزب «الحصان» بالقنيطرة، التي يحتل مراتبها الأولى كل من الحسين تلموست ومحمد البطان ويوسف دارو وأحمد بويدرة، وإن كانت بعض الأخبار تتحدث عن جهود حثيثة يقوم بها الراضي من أجل تعزيز لائحته بمرشحين آخرين وازنين، ولو اقتضى الحال إغراء أسماء بارزة في أحزاب منافسة لركوب صهوة جواده.