كان اعتقاله بمثابة إنهاء مرحلة تحكم دموي لرجالات المافيا الإيطالية في دواليب السياسة والاقتصاد، بعد أن تعالت أصوات العديد من الحقوقيين والفاعلين المدنيين بضرورة إعادة الاعتبار للدولة الإيطالية، وإيلاء قراراتها وقوانينها مكانة لائقة. اشتهر باسم بارون (أيل بارون)، ولد في باليرمو بإيطاليا، بتاريخ 20 يوليوز سنة 1942. هو أحد أعضاء المافيا وأحد أقوى زعماء مافيا باليرمو وصقلية. ترقى لوبيكولو في صفوف مافيا باليرمو في الثمانينات، وأصبح الرئيس في منطقة سان لورينزو، ليحل محل سالفاتوري بيوندينو الذي تم اعتقاله. وكان لو بيكولو في حالة فرار من العدالة الإيطالية منذ سنة 1983 ، حيث كان يدير شؤون المافيا في الخفاء مع برناردو بروفنزانو الذي اعتقل بتاريخ 11 أبريل سنة 2006. لينفرد بعد ذلك لوبيكولو برئاسته لمافيا باليرمو حتى تاريخ اعتقاله يوم 5 نونبر2007. كان لوبيكولو يتاجر دوليا بالكوكايين وشتى المواد المخدرة، كما اشتهر بممارسة ابتزاز أصحاب الشركات وتهديدهم بإحراق مقراتهم أو اغتيالهم، وسرقة الأموال المخصصة لمشاريع الأشغال العامة، واستثمر جزءا كبيرا من عائدات نشاطاته الإجرامية في القطاع العقاري. وكان لوبيكولو يؤيد سياسة شريكه بروفنزانو، في عدم توجيه العنف تجاه الدولة واللجوء إلى التحكيم كوسيلة مفضلة لتسوية النزاع بين مجموعات المافيا ا لمتنافسة. ففي بيان لها، في مطلع نونبر سنة 2007 ، أذاعت الشرطة الايطالية أنها اعتقلت أحد زعماء المافيا المفترضين، في ما وصف بأنه طفرة بعد اعتقال زعيم آخر سنة قبل ذلك، وهو بيرناردو بروفينزانو، والزعيم الذي ألقي القبض عليه –حينها- كان هو سالفاتوري لو بيكولو، أحد كبار مساعدي بروفينزانو، وقد اعتقل خلال حملة شنتها الشرطة بالقرب من باليرمو عاصمة جزيرة صقلية. وقد اعتقلت الشرطة أيضا ابن لوبيكولو وبعض الزعماء المحليين للمافيا. وكان لوبيكولو المتهم بالقتل مطاردا منذ عام 1998. وفي السياق ذاته، قال قائد شرطة باليرمو جوسيبي كاروزو بمناسبة اعتقال البارون لوبيكولو: «بعد إلقاء القبض على بروفينزانو جاء دور لوبيكولو. لقد كنا في أثر زعماء المافيا منذ فترة طويلة وهذه نتيجة عظيمة». ويعتقد المحققون أن لوبيكولو، كان قد أصبح الزعيم الجديد للمافيا بعد إلقاء القبض على بروفيرزانو في شهر ابريل منذ عام 2006 حتى تاريخ سقوطه بيد العدالة . «الوصايا العشر» للمافيا عثرت الشرطة الايطالية في مخبأ لو بيكولو على ما وصفته بأنه «الوصايا العشر» لسلوك أعضاء المافيا. وتتضمن المحظورات التي وردت في الوثيقة، عدم الإفراط في ارتياد الحانات، وعدم اشتهاء زوجات الأصدقاء، فضلا عن مطالبة الأعضاء بمعاملة زوجاتهم باحترام. وقد وجدت الشرطة هذه القائمة لدى اعتقالها سالفاتوري لو بيكولو الزعيم الجديد للمافيا في صقلية. ويعتقد أن هذه التوجيهات صيغت كي تكون «مرشدا للعضو الجيد في العصابة». ومن الأمور الأخرى المحظورة على عضو المافيا مصادقة رجال الشرطة والتأخر عن المواعيد، وكذا الاستيلاء على أموال أعضاء آخرين في المافيا أو عائلات أخرى. وأوضحت «وثيقة التعاليم» بجلاء أن أولئك الذين لديهم أقارب في الشرطة أو مرشدين للأمن ليس بوسعهم الالتحاق بسلك المافيا. كما يجب احترام زوجات الأصدقاء، ولا ينتظر العضو دعما كبيرا في حالة ميلاد طفل. فالقاعدة تقول إنه يجب أن تكون مستعدا دائما لأداء واجباته حتى لو كانت زوجته في حالة وضع. وقد تم العثور على هذه الوثيقة في منزل قرب باليرمو خلال القبض على لوبيكولو الذي ظل هاربا من الشرطة لأكثر من عقدين. كما كشفت الأوراق أيضا عن الشركات التي لها صلات بالمافيا ومعلومات عن «نظام التوريث» في صفوفها. وصايا المافيا وما يقابلها في التوراة من حيث الترتيب ليس بوسع أحد تقديم نفسه مباشرة لأحد أصدقائنا ولا بد من وجود شخص ثالث يقوم بذلك، ويقابلها (لا يكن لك ألهة أخرى أمامي) لا تشته زوجات أصدقائك ويقابلها (لا تضع لنفسك تمثالا منحوتا) لا تخالط رجال الشرطة، ويقابلها (لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا) لا تذهب إلى الحانات والمراقص ويقابلها (اذكر يوم السبت لتحفظه مقدسا) يجب أن تكون دائما مستعدا لأداء الواجب حتى لو كانت زوجتك على وشك الوضع ويقابلها (أكرم أباك وأمك). لابد من احترام المواعيد ويقابلها (لا تقتل). لابد من معاملة الزوجات باحترام ويقابلها (لا تزن). عندما يوجه لك سؤال عن معلومات فإجابتك لابد وأن تكون الحقيقة ويقابلها (لا تسرق). لا تأخذ أموال أعضاء آخرين في المافيا أو أسر أخرى ويقابلها (لا تشهد على قريبك شهادة زور). الذين لا يستطيعون الالتحاق بصفوف المافيا: أي شخص له قريب في الشرطة أو مرشد لها أو أي شخص سيء السلوك وليست لديه قيم أخلاقية ويقابلها (لا تشته ما لقريبك).