أكدت مصادر «المساء» المطلعة أن العديد من سجون المملكة أعلنت بها حالة طوارئ قصوى، يوم الجمعة الماضي، عقب زيارات مفاجئة قام بها المندوب العام، محمد صالح التامك، إلى العديد من المؤسسات السجنية بإقليم الجديدة، والتي لم يتم تسريب أي خبر بخصوصها، بل إنها كانت غير متوقعة حتى بالنسبة إلى رؤساء مصالح مركزية ومدراء جهويين. وقالت المصادر ذاتها إن الدهشة عقدت لسان الموظف المكلف بالأمن الخارجي وكذا المكلف بالباب الرئيسي بالسجن المحلي بن رشيد وهما يعاينان المندوب يتقدم منهما بدون بروتوكول، حيث دخل إلى المؤسسة السجنية وأخذ يتفقد مختلف مصالح السجن وعلى رأسها المصحة، حيث شدد على ضرورة تمتيع جميع السجناء بالتغطية الصحية سواء تعلق الأمر بتفعيل زيارة الطبيب أو الحصول على الدواء وكذا إحالة الحالات المستعجلة على المستشفيات الخارجية. كما تفقد التامك مطبخ المؤسسة السجنية وعاين الوجبات التي يتم تهييئها وشدد على ضرورة الالتزام بالبرنامج الغذائي الذي تسطره المندوبية وتمكين السجناء من تغذية متوازنة كما قام بزيارة المرافق الإدارية الأخرى بسجن برشيد. ومباشرة بعد زيارته لبرشيد، تضيف المصادر ذاتها، تحركت الخطوط الهاتفية لإشعار مدراء المؤسسات الأخرى بالزيارة غير المسبوقة، مما أدخل جميع المؤسسات في حالة طوارئ. وفي الوقت الذي كان يعتقد فيه أن التامك سيتوجه إلى سجن عين علي مومن بسطات توجه التامك إلى السجن الفلاحي العادر وسجن سيدي موسى بالجديدة. وفي سياق متصل أكدت مصادر «المساء» أن حملة تطهيرية يقودها عبد الرحيم الكراري بسجن عين علي مومن تم خلالها حجز مخدرات يوم الجمعة الماضي واكتشاف مخزن للمخدرات أول أمس السبت عقب تفتيش فجائي. وقد توجت هذه الحملة التطهيرية بتوجيه أربعة استفسارات لموظفين بالسجن المذكور. وبسجن العادر شدد االمندوب على وجوب الرقي بالخدمات المقدمة للسجناء بما يؤهل الفضاء السجني ليكون مجالا لإعادة التربية والتأهيل الذي لا يتأتى إلا باحترام حقوق السجنان وفقا لما ينص عليه قانون 23/98 واحترام المواثيق الدولية. ويشار إلى أن هذه الزيارات كان لها أثر إيجابي سواء في نفوس المعتقلين لأنها جسدت حرص المندوب على ضمان حقوق السجين والقطع مع كل الممارسات الحاطة بالكرامة، كما أن الموظفين تفاعلوا إيجابيا معها أيضا اعتبارا لأن الرجل، تضيف المصادر ذاتها، يجيد فن الإصغاء في ظل آمال كبيرة معلقة عليه لتحسين الجانب الاجتماعي والنفسي للموظفين ورفع الغبن عنهم. يشار إلى أن زيارة التامك هي نقطة بداية، حسب المصادر ذاتها، في إطار زيارات ستشمل كل سجون المملكة وتعتمد عنصر المفاجأة حيث لم يتسرب أي خبر من قبل المسؤولين المركزيين عن تحرك المندوب.