حذر عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، من مغبة التقاعس في خدمة مغاربة العالم، حيث شدد على أنه «لا يمكن لأحد اليوم أن يتذرع بأي مبرر ويتقاعس عن خدمة الجالية، لأنه سيؤدي الثمن». وأوضح بوصوف، في ندوة صحفية مشتركة مع مدير وكالة تهيئة بحيرة «مارتشيكا»، بمناسبة افتتاح ثلاثة معارض حول الجالية المغربية، أول أمس السبت بمدينة الناظور، أن الخطابات الملكية منذ توليه العرش تؤكد أن الملك محمد السادس لديه فلسفة ونظرة ثاقبة ومتقدمة حول الهجرة. وأبرز الأمين العام للمجلس الاهتمام الكبير للجالية المغربية لدى الملك محمد السادس، وهو الأمر الذي يبرز في الخطابات الملكية التي لا تتقادم مع الزمن، لأنها تعبر عن الهموم والآلام وتفتح الآفاق باعتبارها إطارا مرجعيا في مجال الهجرة. ونبه عبد الله بوصوف إلى ضعف الأداء البنكي على مستوى المعاملات الخاصة بمغاربة العالم، والتي تركز على التحويلات والقروض العقارية فقط، في حين أنه يمكن تنويع العروض، خاصة أن مشروع «مارتشيكا' يعول عليه ليكون رافعة لاستثمارات أبناء الجالية، الذين بإمكانهم جلب الاستثمارات وجعل كفاءاتهم وخبراتهم في خدمة المشروع. وسجل بوصوف أنه يمكن للوكالة أيضا استقطاب الكفاءات المغربية في الخارج للعمل في مشروع «مارتشيكا»، إذ عوض إنجاز دراسات بالملايين لدى مكاتب خبرة أجنبية، فهذه الكفاءات التي يتوفر عليها المغرب يمكن الاستفادة من خبرتها. وأورد في هذا السياق أن مدينة الناظور تأتي في المقدمة على مستوى تحويلات أفراد الجالية المغربية في الخارج، «وما نريده هو أن نرى الأثر الإيجابي لهذه التحويلات على اقتصاد المنطقة». ودعا بوصوف القطاع البنكي إلى ضرورة إعطاء التنمية المحلية كامل الاهتمام، خاصة في ظل الجهوية الموسعة التي سيلعب فيها الجانب المادي دورا مهما في التنمية. ومن جهته أكد سعيد زارو، مدير وكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا بالناظور، على وجود اهتمام كبير بمغاربة العالم، حيث سيتم تخصيص خلية تهتم بالمشاريع والمستثمرين الذين يريدون العودة إلى أرض الوطن، ومشيرا إلى أن الوكالة تتوفر اليوم على أربع كفاءات من مغاربة العالم. وأوضح زارو أن المستثمرين من أفراد الجالية الراغبين في العودة إلى الناظور يواجهون بعض الإشكالات التي يجب دراستهم، ومنها تعليم أبنائهم. وهنا كشف مدير الوكالة عن كون تصميم التهيئة قد خصص موقعا لمدارس ذات صبغة مغربية-عالمية. وسجل المتحدث ذاته وجود تقدم كبير في المجال البيئي، مقارنة مع ما كان عليه الوضع من قبل، حيث شدد على أن الوكالة تحرص بشكل كبير على العمل في إطار احترام البيئية، إذ أنها لم تقم بعمليات بناء بجانب البحيرة، ومشيرا إلى تطور القطاع الفندقي الذي سيمكن من إعطاء دفعة للقطاع السياحي والاقتصادي أيضا. وتضم التظاهرة التي يحتضنها مقر وكالة «مارتشيكا» ثلاثة معارض الأول حول «مغاربة العالم في الخطابات الملكية»، وهو معرض خاص بفن الخط يبرز الأهمية التي يوليها الملك محمد السادس لمغاربة العالم في الخطابات والرسائل الملكية. أما المعرض الثاني فهو عبارة عن «أطلس مغاربة العالم» الملامس لانتشار المهاجرين المغاربة عبر العالم من خلال خرائط، والذي يسلط الضوء على التوزيع الجغرافي لمغاربة العالم حسب المناطق الكبرى بالعالم، وبحسب المناطق التي يتحدر منها المهاجرون بالمغرب، وكذا عددهم ببلدان الاستقبال وبنيتهم الديموغرافية، فيما سيتمحور المعرض الثالث حول موضوع «بحيرة مارتشيكا، جوهرة تستعيد تألقها»، ليبرز الإنجازات المرتبطة بهذا المشروع الكبير الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2007 بمدينة الناظور.