هو الرجل الذي تألق على خشبة المسرح، وتعرف عليه المغاربة من خلال أعمال كوميدية عديدة، كسب من خلالها عطف جمهور واسع من المغاربة الذين أحبوا أعماله الفنية وصفقوا لها في مناسبات متعددة.. محمد الجم، المسرحي الذي يرغمك على متابعة أعماله الفنية، بطابع كوميدي وبصمة خاصة في الأداء.. نشأ الجم بمدينة سلا، وهو الذي يتحدر من منطقة أولاد حمران التابعة لإقليم الجديدة، أحب الفن فأخلص له واستمرت علاقة العشق سنين طويلة.. يعترف الرجل بأن باب سبتة بمدينة سلا كان له الفضل في بزوغ مواهبه، كان الصغير حينها مدمنا على متابعة الحلقة، يتطلب منه ذلك البقاء في باب سبتة حتى وقت متأخر من الليل للاستمتاع بعروض لحلايقية، وتعلم من خلالها الدروس الأولى في عالم المسرح.. كانت بداية الرجل من دور الشباب، حيث فجر مواهبه الفنية، ويوما بعد آخر، كسب محمد الجم الثقة بنفسه، واكتمل نضجه الفني لتبدأ مرحلة أخرى فنية من عمر الرجل، الذي سيدشن مشواره الفني بكتابة مسرحية «هل من حل»، كان ذلك سنة 1968 ، بالمهرجان العاشر لمسرح الهواة، المسرحية التي تجاوب معها جمهور كبير، ولقيت استحسان لجنة التحكيم، وتنبأ بعدها الطيب لعلج بمستقبل فني ناجح لمحمد الجم، كان فرح الجم كبيرا بشهادة الأستاذ الطيب لعلج، ومنحته ثقة أكبر لبذل مزيد من الجهد والعطاء.. ومن يومها وهو الممثل والمؤلف الذي تعرفونه جميعا.. ودخل عالم الاحتراف سنة 1970 مع فرقة القناع الصغير، لنبيل لحلو، وما بين عرض مسرحي وآخر، كان الجم يصنع لنفسه اسما في ساحة الفن المغربي، شارك في مسرحيات «السلاحف» و»قاضي الحلقة»، وكانت مرحلة هامة من حياة الجم حين أسس سنة 1975 فرقة المسرح الوطني رفقة عزيز موهوب ومليكة العمري وبعض الفنانين الآخرين لتبدأ مرحلة عهد جديد، سيتوج بالعديد من الأعمال المسرحية التي لايزال صداها يتردد حتى الآن… محمد الجم، لاتزال تسكن ذاكرته كل التفاصيل الصغيرة لبدايته الفنية، ولايزال أجره الأول موشوما في الذاكرة، يقول الرجل: «أول أجر على صعيد الهواية، كان أجرا تحفيزيا، بعد أن قدمت عرضا فكاهيا استحسنه المرحوم أمزال الذي كان يشتغل صحافيا بالإذاعة الوطنية ومنحني مبلغ 20 درهم، كان ذلك سنة 1964، كان الفرح لا يوصف، اشتريت به سروالا قصيرا ودعوت أخي إلى السينما ومنحت والدتي 12 درهما. وأول أجر بعد أول عمل احترافي كان في مسرحية «السلاحف» التي قدمناها على خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط، كان هو مبلغ 400 درهم، كان ذلك سنة 1970 ، وقد أديت به بعض الديون التي اقترضتها من عند بعض الأصدقاء قبل المشاركة في جولة مسرحية تم منعها بعد العرض الأول».