تلقت ألعاب القوى العالمية، ضربة موجعة أول أمس الأحد، بعد صدور وثائقي بثته القناة التلفزية الألمانية الرسمية الأولى «أرد 1»، و نشرته يومية «سانداي تايمز» البريطانية، و هم بحث خبراء أستراليين مختصين لملفات سرية للاتحاد الدولي لألعاب تفيد بأن الأخير قد تستر على فحوصات سلبية لأبطال عالميين و أولمبيين منذ عام 2001 إلى 2012. وقالت صحيفة تايمز البريطانية ومحطة «أرد» الألمانية، إنهما تحصلا على معلومات بنتائج 12359 اختبارا للدم، تخص أكثر من خمسة آلاف رياضي تمت خلال ما يزيد عن من 11 عاما. وبعد تحليل المعلومات، عن طريق بعض الخبراء، أظهرت الفحوص وجود أكثر من 800 رياضي قدم عينات دم «ترشح بشدة» تعاطي منشطات، أو «شيء غير طبيعي»، وفقا لتقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ،التي قالت أيضا إنها أطلعت على المستندات التي تؤكد ذلك. و من شأن الكشف عن هذه المعلومات، أن يضع الاتحاد الدولي للقوى في موقف محرج، قبل أقل من شهر واحد من انطلاق بطولة العالم في بكين. وشملت الاتهامات الواردة في الوثائقي على وجه الخصوص، روسيا و كينيا، وهي تأتي قبل 3 أسابيع فقط من إقامة بطولة العالم لألعاب القوى في بكين، ما بين 22 و 30 غشت الجاري، و قد اكدت هذه الاتهامات انه رغم تأكيد الرسميين الروس على نظافة العاب القوى في بلادهم، «لا يزال الرياضيون المتنشطون والمحرضون لهم في حماية دائمة». ويخص الوثائقي، العداءة ماريا سافينوفا، بطلة أولمبياد لندن 2012 في سباق 800 م، مستندا الى تسجيل صوتي تعترف فيه بانها تناولت هرمونات النمو. ويعتمد الوثائقي أيضا، على تصريحات سجلتها الكاميرا الخفية للعداءة الروسية اناستازيا بازديريفا الاختصاصية في سباق 800 م أيضا، وتقول فيها «مع استخدام المواد المحظورة، أصبح لدي عضلات صلبة، لكني استطيع الجري. هذه مسألة صعبة لكن الأمور تسير بشكل جيد. يشعر (المتنشط) بأنه شخص مختلف مع استخدام هذه المواد». وذهب فريق الكاميرا الخفية، إلى كينيا أيضا، وصور هناك الحقن بمواد منشطة «خطيرة»، بينما حدد التقرير أن 77 من العدائين المتهمين، كينيون وذكرت الصحيفة البريطانية، أن 18 ميدالية حصلت عليها كينيا بين 2001 و2012 كانت بواسطة رياضيين، هناك شكوك حول عينات الدم الخاصة بهم. واهتزت كينيا مؤخرا بفضيحة تورط نجمة الماراطون ريتا جيبتو التي أوقفت لمدة عامين. وسارعت روسيا الى نفي هذه الاتهامات على لسان وزير الرياضة فيتالي موتكو، الذي تحدث عن صراع سلطة في اروقة الاتحاد الدولي لالعاب القوى، مضيفا «يبدو ان احدهم يسعى الى تدمير العاب القوى من خلال نشر افلام من هذا النوع». وبدوره رد الاتحاد الكيني لألعاب القوى، على ما نشر عن عدائيه، معتبرا ما قامت به «أرد» يعتبر «تشهيرا» وجاء عن «سوء نية» وتحوم حوله «الشبهات». وأوضح التقرير أن عشر ميداليات بأولمبياد 2012 بلندن حصل عليها أبطال بنتائج فحوصات مشبوهة،و بأن عدة نهايات عرفت تسجيل نتائج فحوصات للدم مشبوهة لأحد من الثلاثة الأوائل، و بأن روسيا حصلت على 80 بالمائة من ميدالياتها بواسطة عدائين مشبوهين، و بأن العدائين في العالم يستعملون أكثر نقل الدم و جرعات صغيرة من «الإيبو» لزيادة عدد خلايا الدم الحمراء .