عقد مسؤولون في ولاية العاصمة الرباط أمس سلسلة لقاءات مع ممثلي عدد من النقابات المهنية في قطاع النقل لبحث المشاكل التي جعلت من النقل في العاصمة مشكلا مؤرقا للمواطنين والمهنيين على حد سواء. وأكدت دوائر نقابية ل«المساء» أن أغلب النقابات قدمت لوائح المستخدمين الذين لم يحصلوا على أجورهم لشهر نوفمبر الماضي والبيانات الخاصة بهم لمسؤولي الولاية الذين وعدوا بالمساعدة على إيجاد الحل مع شركة «ستاريو» لإنهاء المشكل. وأكدت المصادر نفسها أن المسؤولين سبق لهم أن وعدوا بالضغط على إدارة الشركة الجديدة بغرض دفعها إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه العمال والمستخدمين ودفع أجورهم ومستحقاتهم «غير أن شيئا من ذلك لم يحدث». وتتزامن هذه اللقاءات مع اعتصام مفتوح بدأه أمس عشرات المستخدمين داخل مقر شركة «ستاريو» وسط العاصمة لإقناعها بدفع أجور المستخدمين وتقنين وضعيتهم الإدارية. وأكد عدد من المستخدمين في تصريحات متطابقة ل «المساء» أن أغلبهم لم يذوقوا طعم فرحة العيد رفقة أطفالهم بسبب عجزهم عن توفير ثمن أجرة الأضحية بعدما لم يحصلوا على رواتبهم لشهر نوفمبر. إلى ذلك، ما تزال معاناة سكان الرباط وسلا وتمارة مستمرة مع النقل الحضري حيث يضطرون إلى الاستفادة من خدمات «الخطافة» وسيارات الأجرة الكبيرة بأثمان مرتفعة للوصول إلى مقرات عملهم أو سكناهم. ويبقى المرضى من المواطنين الأكثر معاناة مع ارتباك حركة النقل، إذ يجدون صعوبة في الوصول إلى المستشفى، وحين يصلونها يجدون عددا من الأطباء والممرضين غائبين بسبب مشكل النقل نفسه. وقد اعترف مسؤولو شركة «ستاريو» من جهتهم ببعض الاضطراب الذي يشوب حركة النقل الحضري وقالوا إنها من «صعوبات البداية»، وأرجعوا ذلك إلى قلة عدد الحافلات الذي يصل حاليا إلى 350 حافلة فقط من أصل 416 كانت مستعملة في عهد الشركات السابقة، بينما يخضع عدد منها لإصلاحات تقنية. وتعهدت الشركة ذات الرأسمال المقدر بأزيد من 2 مليار درهم، والتي ضخت 100 مليون درهم لتسيير قطاع النقل العمومي بالعاصمة، بتجاوز «هذه البداية المتعثرة»، خاصة في ظل قرب تسلم أولى الدفعات من الحافلات الجديدة، حيث سيتم تسلم دفعة تقدر ب14 حافلة خلال الأيام القادمة.