بتعيين محمد مماد مديرا مركزيا للقنوات الأمازيغية، تكون الشركة الوطنية قد أنهت قائمة باقتها التلفزية، من رياضية بدون رياضة، وإخبارية عارية من الخبر، وعمومية بدون خدمة، وسينمائية بلا أفلام، أي باختصار قنوات بلا جمهور، فقط صداقات مغلقة، مغريات وماديات، مصحوبة بشكوى التلفزيون من ضيق ذات اليد، وفي نفس الآن الإغداق على إنتاجات لم تر النور: «الغريب» التهم ما يفوق مليارا ونصف المليار سنتيم، و«مادموزيل كاميليا» «لهف» مابين 450 و500 مليون سنتيم...، و بزيادة «الشحمة في ظهر المعلوف»، حظيت الشركة المنتجة ل«سيدي عبد الرحمان المجدوب» بمليار و180 مليون سنتيم ولازالت تطالب بالمزيد، مع أن المسلسل انتهى بالقوة وليس بالفعل، فرممت حلقاته، بإضافة حلقة إلى حلقة للحصول على 26 دقيقة، لأن المال السائب انفرط في «لالة ومالي»، ولأن سليم الشيخ رجل لا يحب المصادمات، ولا يهمه أن تسوى أجور العاملين في المسلسل أو لا تسوى، فعليهم أن يدبروا حالهم، ومن لم يستطع فليردد «أمري لله» مع نعيمة سميح، أو يقوم بإعادة توزيعها، وهذا غير مستعص على عبد الفتاح نكادي وصحبه من واضعي الموسيقى التصويرية للمسلسل، والتي تم التجني عليها كأصحابها الذين لم يتقاضوا بدورهم سنتا واحدا. التلفزة تتحرك، هذا هو الأهم، حتى و إن توقف «المغرب في حركته» و»رهانات مجتمعه»، وتجمد «مسار» الزمن الذي نعيش فيه، و«شدى الألحان» طوح به، فمن يقرأ «مابين السطور»؟ أكيد الجواب سنجده عند الخبراء إن «سهرنا معهم الليلة»، أو قد تتطوع نسيمة الحر بخيطها الأبيض لتسأل إدارة القناة عن الوجوه والبرامج التي غابت، والدراما التي توقفت، ولتتبع مايدور في كواليس (حديدان لحرامي)، وتستدعي فاطمة بوبكدي علها تفيد المشاهدين بالخبر اليقين. وقد قيل والله أعلم أن القناة الثانية قد تنطلق في عملية الإنتاج بداية شهر يناير، و«قد» حرف تحقيق أو تقريب أوتكثير أو تقليل، (مبني على السكون لا محل له من الإعراب)، فهذا الحرف يدخل على الفعل الماضي وعندها يفيد التحقيق والتقريب، مثل قوله تعالى «قد أفلح المؤمنون». ويدخل على الفعل المضارع فيفيد التكثير مثل قولك «قد ينجح المجتهد»، أو التقليل مثل قولك «قد ينجح الكسول»، وقياسا على المثال الأخير نقول: قد تنطلق القناة في إنتاج برامج جديدة بداية الشهرالقادم إذا ما خصصت لها الدولة دعما ماليا، و«إذا» حرف شرط، وإذا لم يتوفر الشرط الأخير، على القناة التعويل على الإعلانات، ولكي تكسب هذه الأخيرة، عليها أن تقوم بالدعاية لنفسها عبر الفضائيات العربية والغربية إذا توفرت لها الأموال اللازمة لذلك، لكن ماذا ستقول للمشاهدين الذين تريد أن تراهن على جمعهم، هل ستقول لهم مشاهدة القناة الثانية تقي من نزلة البرد، أو تزيل القشرة، أو تحميكم من الأنفلونزا؟ إذ ليس في جعبتها إلا المسلسلات المكسيكية والتركية بمعدل برمجة تصل إلى 10 مسلسلات في اليوم، لذا كان من الطبيعي أن تحصل على أعلى نسب المشاهدة المسجلة من طرف «ماروك متري». إذن ما هو الحل؟ الحل بيد العرائشي في أن يضيف قناة «مكسيكية تركية» إلى باقته لتنافس الأمازيغية التي عليها أن تأخذ بعين الاعتبار تعدد اللهجات كمعوق لا يخدم هذه المنافسة.