دعونا، أول أمس الخميس، في هذا الركن، إلى تخليق دور «المقدمية والشيوخ» بشكل يقلل من التجاوزات التي يقوم بها بعضهم ويقضي بشكل نهائي على الممارسات اللاأخلاقية، مثل الرشوة والاعتداء على المواطنين، التي باتت لصيقة بصورتهم لدى الرأي العام. مباشرة بعد ذلك، وعوض أن يتم التعامل مع هذا الموقف بصدر رحب وأن تعطي وزارة الداخلية تعليماتها لضبط ممارسات بعض أعوان السلطة، فوجئنا بردود فعل زادت الطينة بلة، كان ضحيتها، هذه المرة، الجسم الصحفي نفسه، ممثلا في الزميل رضوان الحفياني، مدير نشر موقع ماروك تلغراف، الذي تعرض لاعتداء غير مبرر من طرف باشا مدينة المحمدية وثلة من عناصر القوات المساعدة. هذا الحادث، الذي جاء على بعد يوم واحد من قيام بعض أعوان السلطة في المنطقة نفسها بتقييد بائع متجول بالسلاسل، وتزامن مع اعتداء عون سلطة آخر على مسنة بمكناس، ما تسبب في نقلها إلى المستعجلات، أعاد إلى الواجهة أسئلة غياب الحماية، واستمرار التعسفات والمضايقات التي باتت تتكرر بشكل ملفت ضد الصحفيين، الذين يظل همهم الوحيد نقل الحقيقة والقيام بواجبهم المهني دون تحيز أو تزلف لأي جهة، كما طرح علامات استفهام كبيرة حول العمل الذي تقوم به وزارة الداخلية في ضبط ممارسات رجالات وأعوان السلطة التابعين لها. إن ما وقع في المحمدية ومكناس يسائل اليوم بشدة الجهات المعنية، ويؤشر على أن بعض أعوان السلطة، الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون، سيستمرون في التمادي في غيهم، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة وإصدار أوامر إلى المسؤولين عنهم للفت انتباههم حتى لا تتكرر مثل هذه الممارسات، التي تضرب في العمق سمعة بلادنا في مجال حقوق الإنسان.