كشف مصدر مطلع ل«المساء» أن حالات خطيرة سجلت لدى مرضى نفسانيين يتابعون العلاج بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدارالبيضاء، بسبب اختفاء أدوية مهدئة معروفة لا بديل عنها نظرا للحالات المرضية التي داومت على تناولها منذ مدة طويلة. وتسببت الأدوية المختفية من الأسواق في تفاقم حالات مرضى نفسانيين أصيب بعضهم بنوبات هيستيرية حادة، في حين حاول أحد المرضى الانتحار. في السياق ذاته، كشف مصدر «المساء» أن عدد الحالات التي تعاني من اختفاء الأدوية بمستشفى ابن رشد قليل مقارنة مع الحالات التي توجد خارج المستشفى، إذ يعاني آلاف المرضى بمنازلهم، بعد أن اختارت مختبرات لصناعة الأدوية عدم تزويد الصيدليات بأنواع معينة من الأدوية نظرا لهامش ربحها الضعيف. وقال المصدر نفسه إن الأمر لا يتعلق باختفاء أدوية المرضى النفسانيين فقط، بل يعاني مرضى السرطان الذين قدموا إلى مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء للاستفادة من العلاج من عدم وجود أدوية معينة، لكون وزارة الصحة لم تلب طلباتهم ما أدى إلى استفحال حالة العشرات من المرضى، حيث إن بعضهم دخل في غيبوبة منذ فترة بعد توقف العلاج الحيوي. ومن بين أهم الأدوية التي اختفت بالصيدليات والمستشفيات العمومية دواء ميتوتريكسات 500 ملغ الذي اختفى من صيدليات قسم الأنكولوجييا التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، إضافة إلى دواء آخر يخصص للأطفال المرضى بسرطان الكلى، الأمر الذي اضطر عددا من المرضى للتوجه إلى مستشفى الأنكولوجيا للاستفادة من العلاج الإشعاعي والكميائي، قبل أن يفاجؤوا باختفاء أدوية لا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة لعدد من المرضى. وأوضح مصدر طبي أن أدوية معينة تعالج السرطان غير متوفرة على الأقل في الوقت الراهن بسبب هامش ربحها الضعيف من وجهة نظر شركات الأدوية، علما أن سعر دواء معروف لمعالجة السرطان محدد في 500 درهم للعلبة.