سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنجبت طفلة حاملة للفيروس أدخلت إلى المستشفى للعلاج وهي لم تتم بعد شهرها الأول نقل إليها صديقها فيروس «الإيدز» ولم يصارحها بمرضه بدعوى خوفه من انفصالها عنه
حاولت أوريلي بصعوبة أن تخفي غضبها بعد أن قضت ثلاث سنوات عصيبة من حياتها إثر علاقة أقامتها مع برونو، 31 سنة، المصاب بالإيدز منذ سبع سنوات والذي نقل إليها الفيروس. التقته نهاية عام 2005 في إحدى حانات بيربينيون الفرنسية. «تم اللقاء قبل أسبوع من أعياد الميلاد. تحدثنا ولهونا معا، وبعدها بيوم اقترح علي أن أمضي اليوم معه ووافقت». تعرفا على بعضهما البعض ووقعت أسيرة حبه. «لم أقم معه علاقة جنسية على الفور لأنني لست من تلك العينة التي تنام مع الشاب في أول أمسية معه» تصرح الشابة التي كانت تعمل في مجال الفندقة. في شهر ماي، اكتشفت أوريلي أنها حامل من برونو ورغم المشاكل التي كانت تعصف بعلاقتها مع صديقها، لم تفكر أوريلي في اللجوء إلى الإجهاض لأنها كانت تحب الأطفال كثيرا. ما إن أخبرت صديقها بخبر حملها، حتى اختفى عن الأنظار، لتجد أوريلي نفسها وحيدة تواجه حملها غير المتوقع. ليلة أول عملية كشف بالصدى الصوتي، غيرت مكالمة هاتفية حياة هذه الفرنسية: «كانت سكرتيرة الطبيب الباطني على الطرف الثاني من الهاتف، وأخبرتني أن فحص الدم كشف عن إصابتي بفيروس السيدا. أحسست أنها النهاية وأنني سأموت قريبا». في خضم الانهيار النفسي الذي عانت منه، توجهت الأم الحامل إلى مصلحة الأمراض التعفنية بمستشفى بربينيون، ليخبرها الطبيب المعالج أنه لا داعي لكي تقلق وأنه يجب عليها الاحتفاظ بالجنين، مشيرا إلى أن أقل من 1 في المائة من الأمهات ينقلن الفيروس إلى أطفالهن. أثناء فترة الحمل، أصيبت اوريلي بالتهاب جنيني هدد جنينها بجروح خطيرة، وهو الأمر الذي دفعها لوضع شكاية في المحكمة ضد برونو، وبررت الخطوة التي قامت بها قائلة: «كنت دائما أتمتع بصحة جيدة، وأنا أتبرع بدمي كل ستة أشهر. الخطأ الوحيد الذي ارتكبته هو أنني وضعت ثقتي في رجل ادعى أنه يحبني». أنجبت أوريلي طفلتها في 27 دجنبر 2006 وأكدت الفحوصات المخبرية انتقال فيروس السيدا إليها، ولم تتمالك الأم الغاضبة دموعها وصرحت باكية: “لقد اضطرت ابنتي إلى دخول مستشفى نيكير بباريس قبل أن تتم شهرها الأول وألصق الأطباء الأنابيب بكافة أطراف جسدها الصغير، لقد وصلت بسرعة إلى مرحلة السيدا وكانت على وشك الموت”. قرر الأطباء الاختصاصيون توفير العلاج الثلاثي للأم وابنتها بجرعات عالية، مما جعلهما تحت رحمة الأعراض الجانبية. أثناء المحاكمة، صرح برونو أمام هيئة القضاة أنه «لم يجد الشجاعة لإخبار صديقته بمرضه خوفا من أن تهجره ليعيش وحيدا»، وهي نفس العبارة التي استخدمها أثناء لقائه بصديقة أخرى أنجبت منه طفلين ونقل إليها الفيروس القاتل. قضت المحكمة بالحكم على برونو بخمس سنوات سجنا، منها 18 شهرا نافذة، وعلقت أوريلي على الحكم قائلة: «اعترف الجميع أنني الضحية في هذه القضية وأنه هو المتهم، لكن ماذا تعني 18 شهرا في حياة ابنتي؟».