أسفر تدخل قوي وعنيف للقوات العمومية، فجر يوم عيد الفطر، السبت 18 يوليوز 2015، لفض اعتصام لأعضاء الفرع المحلي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بتاوريرت، أمام مقر بلدية المدينة، عن إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف المعتصمين، نقلوا على إثرها إلى مستعجلات المستشفى المحلي لتلقي الإسعافات الضرورية. مصادر محلية من داخل تنسيقية المعطلين أكدت على أن التدخل الأمني جاء بعد تدخل سابق في حق أعضاء نفس الفرع، الأربعاء 15 يوليوز 2015، لثنيهم عن مواصلة الاحتجاجات والاعتصامات، تنديدا بتملص المسؤولين بالمدينة من وعود سابقة أعطيت للمعطلين من أجل عقد لقاء موسع يضم كلا من رئيس المجلس البلدي وأعضاء مكتبه المسير بحضور باشا المدينة لمناقشة الملف المطلبي على أساس إيجاد حلول لهذه الفئة الاجتماعية لضمان الحق في الحياة الكريمة. معطلو تاوريرت أعضاء الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين خاضوا العديد من المحطات النضالية من أجل مطالبهم حيث نجحوا، صباح الاثنين 23 فبراير 2015، للمرة الثانية في ظرف أسبوع، في اقتحام مقر الجماعة الحضرية لمدينة تاوريرت، والاعتصام بأحد الطوابق العلوية للبلدية المتواجد به مكتبا كل من رئيس المجلس وباشا المدينة وهددوا بالانتحار بالقفز من الطابق. محطة احتجاجية نفذها المعطلون الشباب تحت شعار "إما العيش بكرامة أو الموت بكرامة من داخل البلدية"، رددوا خلالها شعارات تنديدية بأوضاعهم المزرية وسياسة التجاهل واللامبالاة وسياسة الآذان الصماء التي يسلكها المسؤولون عن الشأن المحلي، وطالبوا بالجلوس إلى طاولة الحوار لبحث مشاكلهم وإيجاد حلول لها من أجل ضمان أبسط حقوق الحياة الكريمة التي يضمنها الدستور الجديد والمواثيق الدولية. رئيس فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين أشار، في كلمة افتتاحية، إلى أن الشكل الاحتجاجي لهذا اليوم يأتي ردّا على سياسة الآذان الصماء التي يتعامل بها القائمون على تسيير الشأن المحلي مع مطالبهم المتمثلة أساسا في الشغل بما يضمن كرامتهم وإنسانيتهم، مؤكدا عزمهم على الاعتصام بذات المكان حتى تحقيق المطلب، محملا في الوقت نفسه مسؤولية ما قد تؤول إليه الأوضاع للمسؤول الأول عن الإقليم الذي يأبى التعامل مع ملفهم المطلبي. المعطلون المعتصمون سبق لهم أن هددوا بالانتحار بإلقاء أنفسهم من طابق بمقر البلدية، بعدما ضاقت بهم السُبل في مدينة مهمشة، مجسدين شعارهم "الموت بكرامة خير من حياة الذل والمهانة"، أمام أعين كل السلطات المحلية والمنتخبين وموظفي البلدية وعدد من الإطارات الحزبية والنقابية والحقوقية وعشرات المواطنين المصدومين الذين تجمهروا حول المكان. باشا المدينة تدخل آنذاك، وأعلن عن فتح باب الحوار مع ممثلي المعطلين، حيث أكد أحد المعطلين في كلمة توضيحية قبل رفع الشكل الاحتجاجي "أنهم وللتعبير عن حُسن نيتهم قبلوا بهذا اللقاء رغم إحساسهم بكونه لن يأتي بجديد غير التهدئة مؤقتا، مؤكدا على عزمهم الاستمرار في احتجاجاتهم وبكل الوسائل المشروعة حتى تحقيق كافة المطالب".