نجح معطلو تاوريرت، أعضاء الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، صباح أول أمس الاثنين، للمرة الثانية في ظرف أسبوع، في اقتحام مقر الجماعة الحضرية لمدينة تاوريرت، والاعتصام بأحد الطوابق العلوية للبلدية حيث يوجد مكتبا كل من رئيس المجلس وباشا المدينة وهددوا بالانتحار برمي أنفسهم. محطة احتجاجية نفذها المعطلون الشباب تحت شعار «إما العيش بكرامة أو الموت بكرامة من داخل البلدية»، رددوا خلالها شعارات تنديدية بأوضاعهم المزرية وسياسة التجاهل واللامبالاة والآذان الصماء التي يسلكها المسؤولون عن الشأن المحلي، وطالبوا بالجلوس إلى طاولة الحوار لبحث مشاكلهم وإيجاد حلول لها من أجل ضمان أبسط حقوق الحياة الكريمة التي يضمنها الدستور الجديد والمواثيق الدولية. رئيس فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين أشار، في كلمة افتتاحية، إلى أن الشكل الاحتجاجي لهذا اليوم يأتي استمراراً للشكل الإنذاري للأسبوع الماضي، ردّا على سياسة الآذان الصماء التي يتعامل بها القائمون على تسيير الشأن المحلي مع مطالبهم المتمثلة أساساً في الشغل بما يضمن كرامتهم وإنسانيتهم، مؤكداً العزم على الاعتصام بالمكان ذاته حتى تحقيق المطلب، ومحملاً في نفس الوقت مسؤولية ما قد تؤول إليه الأوضاع للمسؤول الأول عن الإقليم الذي يأبى التعامل مع ملفهم المطلبي خاصة في وقت تعرف فيه مكاتب البلدية خصاصاً مهولاً في الموظفين بعد إحالة عدد منهم مؤخراً على التقاعد . مختلف مصالح الأمن استنفرت عناصرها التي هرعت إلى مكان الحادث وطوقت المعطلين المعتصمين وحاولت إرغامهم على إخلاء المكان، اصطدمت بعزيمة وإصرار المعطلين الذين أكدوا على أن ليس لديهم ما يخسرونه في ظل سياسة التجاهل والإقصاء وواقع البطالة القاتل التي يعانون منها، قبل أن يتسلقوا شباك الطابق المُطل على البهو الأرضي للبلدية مهددين بإلقاء أنفسهم بعدما ضاقت بهم السُبل في مدينة مهمشة، مجسدين شعارهم «الموت بكرامة خير من حياة الذل والمهانة»، أمام أعين كل السلطات المحلية والمنتخبين وموظفي البلدية وعدد من الإطارات الحزبية والنقابية والحقوقية وعشرات المواطنين المصدومين الذين تجمهروا حول المكان. وتجنبا لمأساة قد تجهل عواقبها وتهدئة للوضع، تدخل باشا المدينة وأعلن عن فتح باب الحوار مع ممثلي المعطلين، حيث أكد أحد المعطلين في كلمة توضيحية قبل رفع الشكل الاحتجاجي «أنهم وللتعبير عن حُسن نيتهم قبلوا بهذا اللقاء رغم إحساسهم بكونه لن يأتي بجديد غير التهدئة مؤقتاً، مؤكداً على عزمهم الاستمرار في احتجاجاتهم وبكل الوسائل المشروعة حتى تحقيق كافة المطالب».