اهتزت مدينة القنيطرة، طيلة يومي عيد الفطر، على وقع حوادث أليمة، أزهقت الأرواح بقسم الولادة التابع للمركب الجهوي الاستشفائي لعاصمة الغرب، وأدت إلى اندلاع احتجاجات على سوء المعاملة والإهمال الطبي. وتبقى أبرز هذه الحوادث، تلك التي شهدها قسم الولادة، الذي عرف تلك الوفيات، والتي تسببت إحداها، صباح أول أمس، في احتجاجات أمام الباب الرئيسي لهذا المرفق الصحي، بعدما اتهمت فاعلة جمعوية بعض العاملات في هذا في القسم بتعريض قريبتها الحامل زهور الكحيش لإهمال خطير تسبب في وفاة الجنين، رغم التحذيرات التي أطلقتها أسرتها في وقت سابق، منذ أن حلت ابنتها بالمستشفى، قادمة إليه من منطقة »جمعة للاميمونة«، وهي تعاني من نزيف حاد. واحتجت نادية الزدك، التي ترأس جمعية »الهدف النبيل«، بشدة، على ما أسمته «انتشار الرشوة وسوء المعاملة التي تطال النساء الحوامل المتوافدات على »سبيطار الغابة« قصد الوضع»، واستنكرت «الألفاظ البذيئة والساقطة والحاطة من الكرامة الإنسانية التي تصدر عن بعض القابلات في مواجهات آهات الحوامل ومعاناتهن». ووفق مصدر موثوق، فإن أحد المسؤولين بالمستشفى، أقدم على احتجاز الناشطة الجمعوية بداخل القسم، متهما إياها بتحريض المواطنين ضد قسم الولادة، وكادت الأمور أن تتطور إلى الأسوأ، لولا تدخل بعض النشطاء الحقوقيين الذين أنهوا بصعوبة حالة الاحتقان التي عرفها المكان. وليست هذه الوفاة الوحيدة التي عرفها هذا القسم، فقبلها بيوم واحد لفظت أم ورضيعها أنفاسهما الأخيرة في ظروف مشبوهة، وكشف المصدر، أن عاملة نظافة، لجأت إلى هذا المستشفى للولادة، إلا أنها فارقت الحياة هي ومولودها، وهو ما خلف صدمة كبيرة في صفوف معارفها وعائلتها. كما شهد قسم الولادة في الأسبوع نفسه، وفاة رضيع كان قد ولدته أمه سهام جعوط، التي تنحدر من جماعة »المكرن«، بينما هي تتواجد بقاعة الانتظار، حيث جاءها المخاض بعد معاناتها من ساعات لا تطاق من اللامبالاة والإهمال. ورغم الإجراءات الصارمة التي فرضتها إدارة المركب الجهوي الاستشفائي للحد من تفشي الرشوة والابتزاز والمعاملة القاسية، فلازالت النساء الحوامل تشتكين من تعسفات بعض العاملات بقسم الولادة، إلى درجة أن العديد منهن يضطرن إلى عدم الاحتجاج أو إشعار أسرهن مخافة الانتقام منهن. وسبق لزينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، أن وجهت مراسلات رسمية إلى كل من عامل إقليمسيدي قاسم وعامل إقليمسيدي سليمان، تحثهما فيها على ضرورة السهر على حسن تدبير مرافق الولادة التابعة لدائرة نفوذهما، حتى لا تضطر الحوامل اللواتي يقطن في تلك المناطق إلى التنقل إلى القنيطرة للوضع، وكذا للتخفيف من الضغط الذي يعاني منه المركب الجهوي الاستشفائي، خاصة في ظل النقص الحاد في الموارد البشرية.