تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من فيديوهات مسجلة بالصوت والصورة، وُصفت بالصادمة، لوضعية مرافق مستشفى الولادة التابع للمركب الجهوي الاستشفائي بالقنيطرة. وأظهرت التسجيلات قسم الولادة في حالة يرثى لها، بسبب الانتشار المخيف للأزبال والنفايات الطبية، وتزداد خطورة الوضع، مع تفاقم مظاهر انعدام النظافة بالأماكن الخاصة بإجراء عمليات التوليد، وهو ما يهدد السلامة الصحية للرضع وأمهاتهم. وسلطت الفيديوهات الضوء على الاكتظاظ الذي يعرفه هذا الجناح وضعف طاقته الاستيعابية، إذ رغم أنه معد لاستقبال جميع الحوامل اللواتي يتحدرن من جميع مدن الجهة، فإنه لا يزال يعاني من نقص حاد في الأسِرّة، وهو ما يفسر لجوء العديد من النساء الحوامل إلى افتراش الممرات في انتظار مرير لعملية ولادة قد تزهق أرواحهن نتيجة تقصير أو إهمال. وتحدث العديد من المواطنين في هذا الإطار، عن ضيق مساحة القسم وقلة الإمكانيات وضعف الصيانة والخصاص في المولدات «القابلات». ولاقت تلك المقاطع استنكارا واسعا بين رواد التواصل، حيث شاهده حتى الآن الآلاف من الأشخاص على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» فقط، وطالبوا بفتح تحقيق عاجل، لاسيما، بعدما ارتفعت نسبة وفيات الرضع وأمهاتهم، لعدم توفر قاعة الولادة على التجهيزات الضرورية، بينها القنينات الزجاجية، التي يوضع بداخلها الرضع الذين يعانون من ضعف المناعة. وعلق مواطن في تغريدة له «إذا كان الرصيف أول حضن يحتضن المولود فكيف سيكون مستقبله، لقد ارتفعت نسب الولادة في الشوارع وأمام المستشفيات بشكل مخيف بجهة الغرب»، بينما دعا مواطن آخر زينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، إلى القيام بزيارة مفاجئة لقسم الولادة، وقال: «أدعوك سيدتي الوالي إلى معاينة ما يجري للنساء الحوامل بمستشفى الإدريسي من إهمال وسوء معاملة وابتزاز، فأحسن هدية منك للمرأة الغرباوية هي الضرب بيد من حديد على جيوب الفساد بهذا المستشفى وإنقاذ المرضى من مخالب الرشوة وقلة العناية الطبية». وعوض أن تبادر مندوبية الصحية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتحسين أحوال هذا الجناح والرفع من جودة خدماته، أصدرت، الأسبوع المنصرم، تعليماتها لحراس الأمن الخاص بضرورة تشديد المراقبة على الزوار، وطرد مرافقي الحوامل خارج المستشفى، رغم وجود مكان مخصص لهم بالداخل.