وفقا للشكوك التي كانت تحوم حول أسباب اندلاع حرائق بغابات تطوان، فقد تمكنت عناصر الدرك الملكي من اعتقال شخصين متهمين بإشعال حريقين أتيا على مساحات كبيرة من الغابات بإقليميشفشاونوتطوان. وأوضح بلاغ صادر عن القيادة الجهوية للدرك الملكي بتطوان أن الشخص الأول الموقوف تسبب، منتصف شهر يونيو الماضي، في إضرام النيران في غابة تقع في منطقة «أمطيل» التابعة لجماعة بني حزمار (إقليمتطوان)، أتت على نحو 50 هكتارا قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من إخماده خلال يومين. فيما تسبب الشخص الثاني، حسب نفس البلاغ، في انلاع حريق غابوي على مستوى مدشر «تاريا» الموجود بفضاء المنتزه الوطني «تلسمطان» بجماعة تلمبوط، بإقليمشفشاون، أجهز على 95 هكتارا من الصنوبر البحري والأعشاب الثانوية قبل أن تتم السيطرة عليه أول أمس الأربعاء بفضل تدخلات جوية وبرية مضنية شاركت فيها سبع طائرات مختصة وأزيد من 300 شخص من الوقاية المدنية والمندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر والقوات الجوية الملكية والقوات المساعدة وسلطات محلية ومتطوعين. وكان حريق غابوي كبير قد اندلع يوم 17 من الشهر الماضي بمنطقة «أمطيل» المتواجدة بين جماعتي الحمراء والزينات، على بعد نحو 15 كلم من مدينة تطوان، أتى على حوالي 50 هكتارا من الغطاء النباتي، ومساحات مساحة كبيرة من أشجار الصنوبر. وتزامن الحريق الغابوي مع نفس اليوم الذي نظمت فيه المديرية الجهوية للمندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر لقاء تحسيسيا مع جمعيات المجتمع المدني بجهة طنجةتطوان، في إطار ما وصفته ب»المقاربة الاستباقية» للوقاية من حرائق الغابات. وقال المدير الجهوي للمندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، عبد العزيز الحجاجي، إن اللقاء يروم تعزيز التواصل مع جمعيات المجتمع المدني من أجل إشراك هذه الفعاليات في منحى الوقاية من حرائق الغابات، وتمكينها عمليا من الاضطلاع بدور المخاطب والوسيط مع الجمهور الواسع والسكان المجاورين للغابات، مؤكدا أن التنسيق يندرج في إطار برنامج المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر الاستباقي لمكافحة الحرائق وحماية الموارد الطبيعية والمجال البيئي. واندرج اللقاء، أيضا، في سياق التفاعل مع شركاء المندوبية السامية لتجنب الحرائق الغابوية، التي تعرف، خاصة في فصل الصيف، نموا متصاعدا بسبب سلوكات بشرية في الغالب يمكن تجاوزها عبر المساطر القانونية الزجرية، وكذا عبر المقاربات التشاركية والالتقائية مع المجتمع المدني النشيط، وتوعية المواطنين بأهمية المحافظة على الإرث الغابوي والطبيعي، الذي يشكل رافعة أساسية من رافعات التنمية المستدامة، مبرزا أن التعاون الوثيق مع فعاليات المجتمع المدني يساعد بشكل جلي، كما تؤكد ذلك مؤشرات تحليلية، في تراجع حرائق الغابات وتثمين الملك الغابوي مما يعود بالنفع على الساكنة المحلية خصوصا وأن جهة طنجةتطوان عرفت، خلال السنة الماضية، وقوع 145 حريقا أتت على أزيد من 707 هكتارات، ما يستوجب، من منظور مصالح المياه والغابات ومكافحة التصحر، تعبئة مجتمعية متناسقة ومتكاملة وشاملة لمواجهة هذا التحدي، الذي يؤرق بال المجتمع ككل، اعتبارا لأهمية الغابة في بعدها الاجتماعي والاقتصادي والإيكولوجي.