في كل عطلة أو عيد تشد الأنظار إلى المحطة الطرقية في الدارالبيضاء والإجراءات المتخذة لتسهيل مأمورية المسافرين، فالمحطة الطرقية "أولاد زيان" تعد من أكبر المحطات الطرقية بالمغرب، بحيث تتوافد عليها العشرات من حافلات النقل العمومي خلال اليوم الواحد، قادمة من مختلف ربوع المملكة. وتعتبر المحطة السالفة الذكر بمثابة مكان للاستراحة يقصده سائقو الحافلات التي تقطع المسافات الطويلة، كتلك القادمة من الشمال في اتجاه المناطق الجنوبية، والتي تلجها للتخلص من عناء السفر وتعبه، مواصلة بعد ذلك الطريق في اتجاه الوجهة التي كانت تقصدها. وتشهد هذه المحطة حالة من الفوضى العارمة خلال الأعياد والعطل، حيث ترتفع أسعار التذاكر بشكل يعجز المواطنين ويمنعهم من السفر، وتكثر الجرائم والاعتداءات على المسافرين داخل أسوارها. ففي زيارة لمحطة "أولاد زيان قبل عيد الفطر تكتشف أنها تعج بالمئات من المسافرين الذين يبحثون عن حافلات تقلهم إلى ديارهم ومسقط رأسهم لقضاء مناسبة عيد الفطر رفقة أسرهم وذويهم. خاصة وأن عددا مهما من السكان يفضلون قضاء عطلهم مع ذويهم وأقاربهم . فلا تسمع إلا الأصوات الصاخبة الصادرة عن الحافلات، التي يستغل بعض ملاكها هذه الفرصة للخروج بأكبر غنيمة واكبر قدر ممكن من الأرباح، من خلال رفع أسعار التذاكر إلى مستويات خيالية، في فترة يصبح فيها السفر أمرا ضروريا بالنسبة إلى فئة كبيرة من المواطنين، الشيء الذي يدفعهم إلى التنازل وأداء واجب التذكرة بالثمن الذي يشترطه "كريسون" الحافلة، في الوقت الذي يكتفي المسؤولون عن مراقبة التذاكر ومدى احترامها للقوانين الموضوعة، بمعاينة الوضع من مكاتبهم المكيفة. ويتعرض المسافرون لاعتداءات وعمليات سرقة من قبل المنحرفين والمتسكعين الذين يستقرون في كل ركن من أركان المحطة، متربصين بالمسافرين ومنتظرين الفرصة المناسبة للسطو عليهم وعلى ممتلكاتهم وأمتعتهم. فمنهم من فقد كل ما كان بحوزته وهو مقبل على المحطة، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة على الوضع، بحكم امتلاء المحطة بالثغرات التي تعقد إمكانية إخلائها من هذا الخطر الذي يحذق بسلامة المواطنين. وفي غالب الأحيان تتأخر الحافلات عن المواعيد المقررة لها للانطلاق والخروج من المحطة طمعا من سائقيها في المزيد من "البلايس" كما يسمونها. مما يلغي مجموعة من ترتيبات والتزامات المسافرين الذين ربما تحظى الثانية عند بعضهم بقيمة كبيرة. مما ينتج عنه تأخر في الوصول إلى الوجهات المقصودة . وهذه التصرفات، حسب بعض المواطنين، نابعة من باب اللامبالاة وغياب المسؤولية مما ضيع عليهم فرصة قضاء مناسبة العيد مع العائلة، خاصة الذين يختارون السفر في ليلة العيد.