دعا المغرب المجموعة الأوروبية إلى التحلي ب«المسؤولية والحكمة والتريث في إصدار الأحكام» إزاء حملة التضليل والافتراء التي يقودها ضده أعضاء ينتمون إلى فريق غير رسمي بالبرلمان الأوروبي وقال سفير المملكة المغربية لدى المجموعة الأوروبية لمنور عالم، في رسالة وجهها إلى مختلف المؤسسات الأوروبية، إن المغرب «يرفض بشكل كامل ادعاءات بعض الأوساط التي سارعت إلى اللجوء إلى التضليل»، متحدثة على الخصوص عن «الاختطاف والاعتقال والضغط وكذا انتهاك الشرعية الدولية». وأضاف أن هذه الحملة تندرج في إطار استراتيجية «العرقلة الممنهجة التي تعتمدها الجزائر و«البوليساريو»»، معربا عن استغرابه وأسفه «لتحركات أعضاء فريق غير رسمي تم تشكيله داخل البرلمان الأوروبي ضد المملكة المغربية، والذي يعمل جاهدا، منذ بضعة أيام، على استمالة نواب أوروبيين بناء على معلومات خاطئة حول معاملات سيئة قد يكون تعرض لها مواطنون مغاربة في الأقاليم الجنوبية. وعاشت الدبلوماسية المغربية يوما عصيبا، أول أمس الثلاثاء، حيث اشتد الضغط على المغرب في ملف الانفصالية أمينتو حيدر، وتكثفت، خلال ال48 ساعة الماضية، اتصالات وزير الخارجية الإسبانية بالسلطات المغربية لإعادة منح حيدر جواز سفر مغربيا، وطالبت الحكومة الإسبانية تدخل بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة للتدخل لإيجاد حل للموضوع. فيما وقع 150 نائبا برلمانيا أوربيا رسالة يطالبون فيها المغرب بالسماح للانفصالية بالعودة إلى ديارها وبالإفراج «الفوري» عن السجناء السبعة الذين اعتقلتهم السلطات المغربية في وقت سابق. مصدر رفيع المستوى أسر ل«المساء» بأن هذه التطورات أزعجت المسؤولين المغاربة، خصوصا بعد توقعات بأن تأخذ القضية منحى آخر، قد ينتهي بتغيير الإسبان لموقفهم من القضية الوطنية. وأوضح أن خطوة تقوية الجبهة الداخلية بجمع رؤساء الأحزاب تروم صد ضربات محتملة قد توجه إلى المغرب من جهات مختلفة: إسبانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، هيئة الأممالمتحدة،... وأكد المصدر أن خلية أزمة تم خلقها، أول أمس الثلاثاء، على مستوى المصالح المركزية للخارجية المغربية ل«متابعة التطورات وحشد الدعم لفائدة المغرب»، وفُتحت قنوات للتواصل مع سفارات المغرب في فرنسا وبلجيكا ومع تمثيلية المغرب لدى اللجنة الأوربية بهدف «فهم خلفيات رسالة النواب الأوربيين وتحديد الانتماءات السياسية للموقعين عليها». وتساءل المصدر عن غياب اللوبي المدعم للمغرب، وعما قامت به الدبلوماسية لمنع خروج عريضة النواب الأوربيين إلى الوجود، واستنكر قائلا: «كيف تتحرك الدبلوماسية المغربية بعد وقوع الحدث وليس قبله»، مؤكدا أن تحرك اللوبيات الجزائرية والمدعمة للبوليساريو بشكل مكثف مؤخرا أدى إلى إخراج عريضة النواب الأوربيين، التي وصفها ب«الصفعة القوية للدبلوماسية المغربية». عشية زيارة كريستوفر روس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء، يجب على المغرب، يقول المصدر، أن يحتاط من مناوراتٍ، ليس فقط من طرف الأعداء المعروفين، لكن خصوصا من طرف القوى الخارجية التي من مصلحتها أن ترى دول الجنوب في نزاع مستمر. وأضاف قائلا: «يجب على المغرب ألا يثق في من يُسمون «حلفاءه»، كإسبانيا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأنه ليس لهؤلاء أصدقاء بل مصالح فقط». وفي سياق متصل، حضر عباس الفاسي، بصفته أمينا عاما لحزب الاستقلال، إلى الاجتماع الذي ترأسه الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية والتعاون. واستمع الوزير الأول ورئيس الأغلبية الحكومية لتوجيهات وزيره في الخارجية، وهو ما وصفه مصدر «المساء» ب«العبث»، لأن الرجل رئيس الحكومة وكان من واجبه ترؤس الاجتماع مكان الطيب الفاسي الفهري، قبل أن يستدرك المصدر قائلا: «لكن، يبدو أن الوزير الأول ليست لديه اختصاصات حين يتعلق الأمر بالوحدة الترابية». ومن الملاحظات التي أبداها أيضا مصدر «المساء» بخصوص اجتماع الطيب الفاسي الفهري برؤساء الأحزاب أن هؤلاء قدموا تصريحات صحافية، مباشرة بعد خروجهم من قاعة الاجتماع، إلى وسائل الإعلام، باستثناء عبد الواحد الراضي ومولاي إسماعيل العلوي اللذين فضلا التزام الصمت. وفي الوقت الذي كانت فعاليات فنية ورسمية إسبانية تمارس ضغوطا على السلطات المغربية بشأن قضية الانفصالية أمينتو حيدر، أصدرت محكمة إسبانية محلية حكمها ضد حيدر بغرامة قدرها 180 يورو لإخلالها بالأمن في مطار لانزاروتي. وكانت إحدى المحاكم الإسبانية قد أمرت حيدر بدفع الغرامة لما وصفته بتعكيرها صفو السلام في مطار لانزاروتي في جزر الكناري. وجاءت الغرامة بعد ما تقدمت شركة أينا، الشركة التي تدير المطار، بشكوى إلى محكمة آريسيف المحلية، التي أصدرت حكمها يوم الاثنين الماضي على حيدر بمبلغ «الحد الأدنى» للغرامة وهو 180 يورو. وورد الخبر في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في مقال خصصته حول الانفصالية أمينتو حيدر تحت عنوان «محاصرة في مطار لانزاروتي». الصحيفة تحدثت بإسهاب عن أمينتو حيدر، الناشطة في مجال ترويج الأطروحة الانفصالية حول الصحراء المغربية. وأشارت الصحيفة إلى أن معضلة أمينتو حيدر، العالقة حتى الآن في مطار لانزاروتي، تطورت حتى وجدت دعما في البر الإسباني من قبل مثقفين وفنانين من أمثال المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار.